الديوان

"واسيني الأعرج" في إفادات خاصة لـ(لمجهر):

–    الأماكن والأشخاص هاجسي الأوحد في بنية السرد الروائي
–    مريم (خربطت) حياتي ثم تحولت إلى نصوص
–    السودان يمتلك قيمة ثقافية عالية وقارئاً جيداً
حوار – آيات مبارك
يعد من أهم الأصوات الروائية في العالم العربي، أستاذ بـ(جامعة السوربون) في “باريس” يشغل (كرسي الثقافة) بـ(جامعة الجزائر)، حاصل على (جائزة الشيخ زايد للآداب)، وقد ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية، اختيرت روايتاه (حارسة الظلال) و(دون كيشوت في الجزائر) ضمن أفضل خمس روايات صدرت بـ”فرنسا”، ويعتبر من كتاب الرواية الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد.. “واسيني الأعرج” إلتقيته على هامش (ختام فعاليات جائزة الطيب صالح) على عجالة، وكنت وكأنني أرتدي (طوق الياسمين) وأرى بـ(مراية الضرير)، أحمل عشرات الأسئلة التي تحتاج مني إلى (الليلة السابعة بعد الألف)، وودت سؤاله عن (الأمير عبد القادر الجزائري) وكيف أعطى الماء ذاكرة والكثير الكثير… لكنها العجالة وضيق الوقت، هيا معاً لنراه عبر (شرفات بحر الشمال)..
{ الأديب والروائي العالمي “واسيني الأعرج” مرحباً بك في السودان ما الشيء الذي أثار انتباهك؟
–    أكثر ما شدني هي البساطة والابتسامة التي تحلق على الوجوه والعفوية التي بادلوني بها فقد رأيت نفسي فيهم، ثانياً السمة الثقافية الغالبة على الشباب، والسودان يمتلك قيمة ثقافية عالية   عند شبابه، والسوداني قارئ جيد لأن المحاور بيننا كانت مبنية فقط على نصوص وليست الأفكار، وقد التقيت ببعضهم وهم أغلبهم أصدقائي على (الفيس بوك)، ودارت بيننا نقاشات حول الكتابات والأدب والأسئلة التي تدور في أذهاننا اليوم حول الهم الثقافي العام.
{ شعورك وأنت في جائزة الأديب “الطيب صالح”؟
– سعيد غاية السعادة وأتمنى من كل قلبي أن تستمر هذه الجائزة  لأنها جائزة تكرم كاتباً كبيراً، والاستمرار فيها يعني البقاء في الذاكرة الجمعية، وهي تتيح فرصاً واسعة للشباب في بسط المستقبل الأدبي.
{ المدن والشوارع هي البوصلة البارقة في السرد الروائي لديك.. ما الشيء الذي تصافحه عيناك عند هبوطك من المطارات؟
– حركة الناس.. في إطار العفوية وهم يمشون بإيقاع متوازن وهذا نوع من السلام ليس بالمعنى السياسي والأمني، إنما السلام الداخلي حتى لو في بلد فيه حرب أهلية.. لكني كنت في “الجزائر” أسير وأنظر ورائي مرة تلو الأخرى.. وأنا أحسدكم على هذه الطمأنينة العالية، نعم الأماكن والأشخاص هما الهاجس الأوحد في بنية السرد الروائي، وأنا أكتب حياتي قطرة قطرة ما عشته وما يمكن أن أعيشه.
{ وماذا عن “مريم الوديعة” تلك الشخصية التي تحمل العديد من المدلولات الرمزية؟
– ضاحكاً (مريم خربطت لي حياتي)، هي شخصية أدبية مركزية دائمة، تكررت في كثير من النصوص حاولت أن أخرج عنها لكني لم أستطع لأن منبعها منبع صادق.
{ تلصص القارئ على خصوصية الكاتب أتاحت لنا فرصة رؤيتها حقيقة في الجزء الأخير من (سيرة المنتهى)؟
– نعم هي أول تجربة حب طفولية فاشلة وأنا سبب الفشل فيها، والتجارب الفاشلة هي التي تبقى في الذاكرة وليست الناجحة لأننا نستمتع بها فتحولت “مريم” إلى النصوص، نعم قد تحدثت عنها طويلاً في (سيرة المنتهى)، وكيف أثرت في حياتي وكتاباتي وأسمها الحقيقي هو “مينا”.
–    السرد الروائي التاريخي عند “الأعرج” ألا يعتبر دخولاً في متاهة المسؤولية التوثيقية؟
–    أنا أعيد إنتاج الأدب عن طريق التاريخ وفي بعض الأحيان أصطدم بقدسية التاريخ، لكنني كثيراً ما احتميت بالأسطورة.
{ الوضع الروائي في السودان ومستقبله حسب رؤيتك؟
– تعريفي أنا للرواية أنها (جنس الحياة)، هكذا يحلو لي تعريفها لأن طبيعتها اللغوية تسمح لها بالذهاب بعيداً، فالوضع مطمئن جداً ويسير بقوة وأنا متابع جداً لكل ما يصدر.
{ الطيب صالح صديقك؟
– شخصية عالية القيمة وهو أستاذي وصديقي، كانت بيننا نقاشات طويلة تعلمت منه الكثير ودعاني لزيارة هذا البلد الذي كثيراً ما حدثني عنه بدسامة عالية وحب كبير لم أره حتى في رواياته، وحزين جداً لأني لم أزره وهو على قيد الحياة، فبالطبع ستكون الرؤية مختلفة.
{ وأخيراً.. ماذا تقول؟
–    أنا سعيد بالغ السادة بوجودي بينكم، وقد منحني السودانيون كمية من الحب تكفيني مائة عام بل أكثر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية