شهادتي لله

ومن يعاقب الحكومة؟!!

هل عاقبتْ الدولة عبر أجهزتها المختصة (13) ‎صحيفة أمس (الاثنين) بمصادرتها بعد الطباعة، بسبب نشرها خبراً عن ‎اختفاء صحفي بجريدة (الدار) ثم ظهوره بمدينة “عطبرة”؟!
‎إذنْ.. من عاقبت الدولة عندما هاجم مسلحون على ظهور عربات (تاتشر) ‎مكاتب صحيفة (التيار) قبل عدة أشهر، واعتدوا على رئيس تحريرها الزميل ‎” عثمان ميرغني” ضرباً مؤذياً بأكعاب البنادق؟!
‎هل إثارة الهلع والبلبلة في المجتمع، وتهديد الأمن والسلامة بالبلاد ‎يكون أكبر أثراً باقتحام مسلحين لمقر صحيفة (سياسية) والاعتداء على ‎رئيسها ومحرريها، ثم يلوذ الجناة بالفرار دون القبض عليهم حتى يومنا ‎هذا، أم تكون البلبلة بنشر خبر عن اختفاء محرر بصحيفة (اجتماعية) ظَهَرَ بعد ‎(48 ) ساعة في مكان آخر خارج الخرطوم؟!
‎بالتأكيد حالة العدوان على صحيفة وقيادتها.. أكثراً خطراً على الأمن ‎والسلامة العامة، ورغم ذلك لم تلقِ الأجهزة الشرطية والأمنية القبض على ‎أي (متهمين) في قضية (التيار) حتى يوم (المصادرات) المشهود !!
‎الأغرب أن الأعداد (المصادرة) من الصحف كانت تحمل نبأ عودة المختفي ‎وبيان الشرطة المطمئن للناس، الموضح للحقائق، بينما لم يرد بالصحف (غير المصادرة) أمس أي ذكر لبيان الشرطة، ما يجدد طقس وتربة الشائعات ‎لنسج المزيد من القصص والحكايات حول جهة مفترضة كانت وراء اختفاء الصحفي ‎المقصود !!
‎وما نشرته غالبية الصحف (السياسية) عن الواقعة كان مهنياً ومنضبطاً وذلك ‎بالاستناد إلى إجراءات (بلاغ جنائي) دونه ذوو الشخص المختفي بقسم شرطة ‎مدينة النيل بمحلية كرري.
‎وما دام هناك (بلاغ) مفتوح بأحد أقسام الشرطة، فالواجب المهني يقتضي ‎نشر الخبر في مكانه المناسب، خاصة أن موضوع البلاغ متعلق بصحفي، وقد ‎نشرته (المجهر) في صفحة (الحوادث)، فلماذا تمت مصادرتها؟! ألم يكن ‎لائقاً نشره حتى في صفحة الحوادث.. أيها (الأوصياء) علينا وعلى صحفنا ‎دون سند من دستور أو قانون؟!!
‎الإجراء القانوني الصحيح حسب علمنا في حالة ثبوت اضطراب رواية المبلغ عن ‎اختفائه، أن تقيد الشرطة ضده بلاغاً تحت (مادة إزعاج السلطات) ومقاضاة ‎الصحف التي نشرت الخبر، ولن يجدوا ما يدينها طالما كانت تستند إلى بلاغ ‎برقم معلوم بدفاتر البوليس.
‎وإذا كانت الحكومة قد درجت على معاقبة الصحف عبر أجهزتها المختصة ‎بالمصادرات بعد الطباعة،  فمن يعاقب الحكومة على أخطائها اليومية (بالكوم ‎والردوم) من قطاع السياسة إلى قطاع الاقتصاد؟!!
‎اتقوا الله.. فإن السلطان لا يدوم لعبد.. فلا دائم إلا وجه ذي الجلال ‎والإكرام.. المنتقم الجبار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية