طريق يلتقي عنده التجار و(الصنايعية) وأصحاب الكيف وطلاب التسلية
شارع خمسة وعشرين بـ(حي العشرة)
الخرطوم – ميعاد مبارك
شارع (25) أحد الشوارع الخرطومية الشهيرة، حولته الأيام إلى سوق نشط لا يهدأ ليلاً ولا نهاراً، يمتد في وسطه طريق أسفلتي متهالك يتقافز عليه سائقو السيارات كـ(بهلوانات السيرك)، وقد ترجع تسمية الشارع إلى محدودية المساحة التي تربط بين ثلاثة أحياء هي (الصحافة) و(النزهة) متوسطاً (العشرة) ليفصل بين (المربعات) من (واحد) إلى (أربعة) شرق الشارع و(ثمانية) إلى (عشرة) من الاتجاه الغربي، ويعد (شارع خمسة وعشرين) من أهم وأقدم الشوارع في (منطقة العشرة) يصل عمره إلى الخمسين عاماً، ومن أشهر ظرفائه “أبو التقى” الذي يعد صاحب نكتة حاضرة ومشهور بين رواده، إذاً (25) هو شارع تجاري اجتماعي بلا منازع، لذلك كانت لـ(المجهر) وقفة طويلة مع بعض تفاصيله:
سوق وحركة لا تتوقف
على جانبي الشارع الحيوي نشأت مع الأيام سوق تمتد بامتداد الشارع، حيث تنتشر (المطاعم البلدية) و(ستات الشاي) و(محلات الصنايعية) كـ(الحدادين)، (النجارين)، (الترزية) و(صانعي الأحذية البلدية (المراكيب)، بالإضافة إلى (محلات الغاز)، (البقالات) و(الأفران) وغيرها.
وهناك التقينا بـ”عثمان أحمد خير” صاحب محل حدادة قال: الحركة التجارية في الشارع نشطة إلى حد ما، لكن ليست بالمستوى المطلوب، يعني الليلة تصلح باب بكرة يجيك بتاع خرد تشتري منه حديد تصلح بيه سراير، فالحركة لا تتوقف والحمد لله، مشيراً إلى أن الإقبال على المطاعم والمقاهي أفضل منا، وأضاف هذا المحل لأهله وأن معظم المحلات في هذا السوق ملك الأهالي الأصليين، أما القلة مستأجرين لكنهم يتعايشون في إخاء ووفاق كلٌ يسعى في طلب رزقه.
ملتقى الشباب
“سليمان” أحد الشباب الذين يرتادون الشارع بشكل يومي، سألناه عن سبب الإقبال الكثيف على هذا الشارع، فابتدر حديثه قائلاً: إن هذا الشارع مكتظ صباحاً ومساءً ويزداد الوافدون عند المساء، والكثير من رواده من الشباب فهو ملتقى لجميع لشباب (حي العشرة) والأحياء المجاورة نسبة لموقعه الوسط ويجدون فيه احتياجاتهم الترفيهية، حيث توجد فيه أندية المشاهدة لكرة القدم والأفلام وملاعب (البلياردو) وتنس الطاولة، كما تتوفر المطاعم والكافيتريات والمقاهي ومحلات (ستات الشاي)، كما يجتمع في هذا الشارع أيضاً (العزابة) وسائقو سيارات الأجرة (التكاسة) وآخرون.
“سعد الدين محمد” – قائد سيارة أجرة يقول إن الطريق الإسفلتي ملئ بالحفر ويؤذي المركبات مما يضيف المزيد من الأعباء والمصروفات بسبب الصيانة، مضيفاً أن العربات انتهت ورداءة الشارع قد تتسبب في الحوادث، فالسائق لا يعرف هل يتفادى الحفر أم ما حوله، مشبهاً الشارع بطبق البيض، وأضاف لكن رغم ذلك الشارع حيوي وفيه حركة مستمرة.
قهوة على الطريقة الأثيوبية
“زهرة تسفاي” أثيوبية صاحبة محل لبيع الشاي والقوة (ست شاي)، محلها مزين بالعديد من الصور والرسومات والأواني والمقتنيات التراثية، بالإضافة إلى المقاعد و(الترابيز) الصغيرة التي تعكس ثقافة عدد من القوميات الأثيوبية، “زهرة” قدمت لنا قهوة على الطريقة الحبشية (جبنة في جبنة)، ثم تحدثت لنا قائلة حضرت إلى السودان من منطقة “قندر منز” أكثر من عشرين عاماً، وكنت في الأول أعمل في كافتريا في السوق الشعبي، وبعدها أتيت إلى شارع خمسة وعشرين واستأجرت هذا المحل، حركة الشارع ساعدت في تحريك المحل وزبائني معظمهم من الشباب السوداني والعائلات الأثيوبية، تخصصت في عمل القهوة على طريقتنا الأثيوبية، وما أود أن أقوله هنا إن السودانيين طيبون وتعاملهم راقٍ مع الأجناس كافة، وأضافت هناك محبة وود متبادل بين الشعبين (السوداني) و(الأثيوبي).
محال ذات الطابع الشعبي
العم “محمد صالح” أحد سكان المنطقة قال عن (شارع خمسة وعشرين) إنه شارع مركزي تتجمع فيه العديد من المحال التجارية ذات الطابع الشعبي التي تجذب الأجانب الباحثين عن كل شيء له علاقة بالفلكلور السوداني، ثم شكا من الإهمال الذي ظل يعانيه الشارع وغياب عربات النظافة، وهناك مجرى عرضي مسدود يحتاج إلى صيانة، بالإضافة إلى المشاكل التي تعاني منها المنطقة في الخريف، أضاف العم “محمد ” أن هنالك بعض المشاكل والظواهر السالبة تظهر من حين لآخر في هذا الشارع، مشدداً على خطورة المتفلتين من عصابات (النيقرز) الذين يتبعون سياسة أخطف وأجري وهم يقودون (المواتر)، واستدرك قائلاً: هذا الشارع يضم الكثير من أصحاب الحرف اليدوية والصناعية الملتزمين الساعين للقمة العيش، وختم حديثه عن الشارع بأنه حيوي ولكن يحتاج إلى العناية والتنظيم، مناشداً الجهات المختصة للوقوف على أمر صيانة الطريق الإسفلتي والمجاري والعناية بموضوع خدمات النظافة، وشارع مهم كهذا يستحق أكثر من مجرد وعود، يستحق العناية والمتابعة لكي يظهر بصورة مشرفة ويقدم الخدمة المطلوبة.