الأحزاب (المردوفة) و(الملهوفة) !!
} وبلادنا على بوابة الانتخابات العامة بحسناتها وسوءاتها، تتكشف بصورة مخجلة عورات أحزابنا السياسية، الحليفة للحكومة.. والمعارضة المتحالفة مع الحركات المسلحة.
} أحزاب الحكومة (مردوفة) كالعادة، لا حول لها ولا قوة ، يخلي لها (المؤتمر الوطني) الدوائر ويوجه عضويته ولجانه العليا والدنيا بدعم مرشحيها وضمان فوزهم على (المستقلين) أو من تسميهم قيادة المؤتمر الوطني بـ(المتفلتين) أو من تحدثه نفسه من الأحزاب غير المردوفة بالترشح في هكذا انتخابات.
} أما أحزاب المعارضة المنضوية تحت لواء (التحالف) الذي يتزعمه الأستاذ “فاروق أبوعيسى” ، فحدث ولا حرج. هذه أحزاب لا تعدو كونها (ظواهر إعلامية) بكل تأريخها (النضالي) وإرثها السياسي، لا كفاح لها سوى العنتريات على صفحات جرائدنا المغضوب عليها من هؤلاء وأولئك، أو في (قروبات) (الواتس آب) ومواقع (النت) الخليعة!! ولا أدل على ذلك من عجزها عن تسيير موكب (سلمي) يتكون من (مائتي) شخص أو وقفة احتجاجية قوية من (مائة) مناضل جسور للمطالبة بإطلاق سراح الرجل (الثمانيني) رئيس التحالف المعتقل!! (صاحب هذه الزاوية طالب أكثر من مرة ويجدد المطالبة بإطلاق سراح الأساتذة “أبوعيسى، “أمين مكي مدني” و”فرح عقار”) .
} ذات المشهد (الجنائزي) تكرر عند اعتقال الأستاذ “إبراهيم الشيخ” و”مريم الصادق”!
} حال أحزابنا.. (المردوفة) من المؤتمر الوطني، أو المستقوية بالحركات (الجبهة الثورية) يغني عن سؤالها.
} أنظروا كيف تحول الحزب (الاتحادي الديمقراطي) الذي صنع استقلال السودان قبل ستين عاماً طويلة بأيدي الزعيم الخالد السيد “إسماعيل الأزهري” ورفاقه الأبطال، إلى حزب يديره (مولانا) من بيته في “لندن” يساعده بعض أبنائه بالخرطوم، حزب ينام كل العام، ويصحو قبيل موسم الانتخابات ليفاوض الحكومة في (عشرين) دائرة ، تخلى له (باااردة) ولا ينتزعها عنوة واقتداراً!!
} والحل لاستنهاض حزب الوسط الكبير لا يكون بإصدار بيانات أو عقد مؤتمرات صحفية غاضبة للشيخ “حسن أبوسبيب” أو غيره ، فقد سئمنا مثل هذه المؤتمرات والتصريحات، الحل أن تجلس كل قيادات الحزب التاريخية وتدعو لمؤتمر عام، يتجاوز (خاطفي) الحزب، وينتخب قيادة حقيقية تمثل جميع الفصائل الاتحادية وتعبر عنها بالأصالة عن قواعد الاتحاديين لا بالوكالة عن السيد “محمد عثمان” وأنجاله، كما يفعل بعض رجال المرحلة الآن !!
} ومثلما نحن حريصون على المؤتمر الوطني وأدائه واتزان قراراته، وقد هالنا أن تكون هيئة الحزب الحاكم وأماناته في ولاية الخرطوم أشبه بفريق (الناشئين)!! فنحن حريصون أيضا على الحزب الاتحادي بفصائله المختلفة من (مولانا) إلى دكتور “جلال الدقير”، وعلى (الأمة القومي) وعلى حزب (شيوعي) حي ونابض.. ويسار بفكر وقيمة ورجال، لا بضعة موتورين ومناضلي (كي بورد) من معتوهي المهاجر.
} الوطن يا سادتي.. في حاجة ماسة إلى ممارسة سياسية راقية ومحترمة، وفي حاجة إلى أحزاب حقيقية تؤسس لديمقراطية ناضجة وحكم راشد.. وعادل.. وشفاف، لا إلى مجموعة من (بلطجية) السياسة وسماسرة تقسيم الدوائر.. والوزارات والولايات!!
} ارحموا شعبنا.. يرحمكم الله.