رسائل ورسائل
{ إلى بروفيسور “غندور”: هل تم إخلاء كل دوائر دار زغاوة للفصائل وحركات التمرد الموقعة على اتفاقية السلام ليمثل المنطقة “أبو قردة”.. و”دبحو” لوحدهما دون شريك لهم، ليصبح “التيجاني مصطفى” و”محمد بشارة دوسة” مراقبين في الصفوف الخلفية.. ولماذا لم يقدم المؤتمر الوطني هذه الرموز التي أعطت الكثير في إحدى الدوائر القومية بولاية الخرطوم.
{ إلى الأستاذة “سارة أبُّو” عضو البرلمان القادم: إذا أقبلت الدنيا على امرئ أعارته محاسن غيره.!! هذا ما قاله الإمام الشافعي في الشطر الأول من قصيدته الهجائية، أما عجز البيت فلا يليق بنواب يمثلون الشعب أو يمثلون بالشعب.
{ إلى الأستاذ “سيد الخطيب”: أراك عصي الدمع شيمتك الصبر.
{ إلى “مالك الزاكي”: علمنا أنفسنا على الاحتفاء بعيد الاستقلال نكتم أحزاننا الخاصة ولا نبوح بأسرارنا ولا نفرح إلا بقدر، لأن الحزن قد غطى بلادنا من تخومها الشرقية إلى تخومها الغربية.
{ إلى المهندس “آدم الفكي”: بعض المعتمدين في الولاية الجريحة أصبحت صناعة الفتن مهنتهم وتفريق المواطنين هوايتهم والكذب شيمتهم وتوزيع الأراضي للدستوريين من مكاسبهم.. يبيعون أرضنا للمحاسيب ويمزقون أحشاء القبائل بسوء التدبير وبؤس التفكير، سنضطر لنكتب عن أخطائهم الكبيرة لا عن أسمائهم الصغيرة لأنك (تربط الحمار في وتد الحصان)!!
{ إلى الحزب الاتحادي الديمقراطي: يرثي المرء لحالكم بعد أن حصل الحزب في آخر انتخابات متعددة الأحزاب 1986 على أعلى أصوات ينالها حزب، أصبحتم بعد (30) عاماً ضرباً يتنازل له الآخرون عن المقاعد البرلمانية هدية وعطفاً وحباً.. لماذا لا يثق الحزب في نفسه وجماهيره ويخوض الانتخابات ليحصل على ثلاثة مقاعد بعرق جبينه وخدمة ضراعه بدلاً من (مكرمة) المؤتمر الوطني حتى ولو كانت (63) مقعداً.
{ إلى الراحل “حسن سعد”: لم أجد في قواميس اللغة وأشعار الهجاء أبلغ من أبيات لـ”صلاح أحمد إبراهيم” خطها يوم رحيل “باتريس لوممبا”.. وفي مقام الأسد أسود.
هل سمعت آخر الليل وقد ران على الناس الوسن
وهل سمعتم سنة السكين في متن المسن
ورأيتم ضاوياً عان وحيد
عاري المنكب في رسخيه أنياب الحديد
آخر الليل غفا
والجراح الفاغرات الشدق عضت كل شبر في البدن
هذا الأحياء الاما وقد ران على الناس الوسن
مات “حسن سعد” وبقيت ابتسامته ووجهه الصبوح وحنينه الدفاق ودموعه التي تنهمر (تحناناً) على الضيوف..تبكيك كردفان مرتين .. وإليك مني كلمة وداع لن نقرأها لأنك رحلت بعيداً بعيداً.
{ إلى الأستاذ “أبو فاطمة أونور”: ساهرت بينا في ليل الشتاء الطويل ما بين أوراق كتابك القديم
(التهميش في شرق السودان بين القضية والمطية)!!
بعض القضايا حقيقية وبعض المطايا سهلت المركب وصعبت النهايات.. الشرق قد تعافى جزئياً في السنوات الأخيرة ولكن ما كل أمراض الشرق من صنع الخرطوم.. بعض نزلات البرد.. وضربات الشمس من إنسان الشرق نفسه، فأبحث عن الداء القريب قبل السؤال عن الداء البعيد!!
{ إلى وكيل الخارجية “عبد الله الأزرق”: ماذا تعني بأن الخارجية كانت (حكراً) على بيوت سودانية بعينها؟؟ ولماذا تقول لقد أصبحت تستوعب في السنوات الأخيرة دبلوماسيين من دارفور وكردفان، هل هؤلاء لا يستحقون تمثيل بلادهم؟؟ أم تريد قولاً آخر وخزلك التعبير؟
{ إلى “صلاح أحمد إدريس” قطب الهلال الكبير: لا تشغل نفسك بأخطاء “الكاردينال”.. ولا تهدر طاقتك في حرب بلا نصر.. أبنِ للغد وحقبة “الكاردينال” لن تطول وغداً يفر بجلده كما فر “البرير” من قبله، فالهلال أصبح كرسيه صعباً ولا يطيقه إلا أولو العزائم القادرون على الدفع بغير حساب والقابضون على جمر القضية دون ملل أو كلل.