كردفان أدوار تاريخية لا تخطئها العين في تحقيق الاستقلال
حركت جذوة طرد المستعمر وانطلق منه “الأزهري”
كتبت – أسماء علي
مع اقتراب ذكرى الاستقلال المجيد، واحتفالات أهل البلاد بطعم الحرية التي بذلت فيها التضحيات وتعددت الإسهامات، فقد كان لأهل كردفان دور بارز مع بقية أهل السودان في تحقيق الاستقلال، حيث أنجبت نساء كردفان رجالاً قادوا مسيرة الحركة الوطنية في السودان، وكان لهم قدر عالٍ في المشاركة في استقلال البلاد، وعلى رأسهم زعيم الحركة ورافع علم استقلال البلاد الزعيم “إسماعيل الأزهري” حفيد الشيخ “إسماعيل الولي” ابن القاضي “أحمد الأزهري”، وحفيد “إبراهيم المفتي” أول وزير للتجارة في حكومة الاستقلال، ومازال منزل الإسماعيلية بحي القبة شاهداً على تاريخهم النضالي الوطني.
(المجهر) جلست إلى أحد أبناء مدينة الأبيض في مؤانسة خفيفة عن دور أهل كردفان في استقلال البلاد المستشار “عبد الله مهدي” من مواليد الأبيض عام 1946، ونسبة لعمل والده بالشرطة تنقل في جميع أنحاء كردفان شمالها وجنوبها وشرقها. بدأ مولانا عبد الله حديثه سعيداً بانتمائه لكردفان. وقال إن كردفان من أنشط المدن في العمل الثوري حيث كانت النصرة الكبرى للحركة المهدية، ووقفت وقفة قوية في معركة شيكان التي كانت نقطة تحول في تاريخ المهدية. وكانت محل معزة خاصة في نفس الإمام “المهدي” وكان أشهر أمراء المهدية من أبناء كردفان. وفي خمسينيات القرن الماضي كانت الأبيض المدينة الكبرى بعد أم درمان كما بها أكبر سوق على مستوى البلاد. وواصل “مهدي” أنه في استنارة الحركة الوطنية الحديثة كان دور أبناء كردفان واضحاً وعظيماً، ومن أبرز هؤلاء “حاج الطاهر أحمد” المحامي وهو عضو الجبهة (المعادية للاستعمار) وهي أول تكوين طليعي لليسار بالسودان، وكان “حاج الطاهر” طالباً في مصر وعند عودته يمارس نشاطه السياسي بكل همة. وأذكر أنني في وقت قريب وجدت إحدى مذكرات والدي التي كانت توزع لهم في قسم الشرطة لرصد الندوات، ووجدت أنه كتب عن إحدى الندوات (ونهض حاج الطاهر وتحدث بلباقة وألهب الحضور) أي أنه كان متحيزاً له ونسي أنه شرطي. وبعد أن دخلت السلك القضائي وجدت “حاج الطاهر” من أميز القانونيين في البلاد وأكثرهم عفة كما قدمت كردفان الأستاذ “الفاتح النور” وشقيقه “التجاني النور” اللذان أصدرا (جريدة كردفان)، وهي أول جريدة إقليمية بالوطن العربي، وكانت الجريدة تهتم بالخدمات وتضعها في المقدمة، وبهذه الطريقة ساعدت المواطنين لمعرفة حقوقهم والمطالبة بها بالإضافة إلى العضو البرلماني ابن ناظر عموم البديرية “ميرغني حسين زاكي الدين”، وكانت له مساهمات واضحة داخل البرلمان، كما تقلد منصب أول وزير للزراعة بعد الاستقلال. ولا ننسى دور مؤتمر الخريجين في إنشاء مدرسة الأبيض الأهلية ودور ناظرها خريج كلية غردون الأستاذ “زين العابدين الطيب عبد السلام” في تكوين الوجدان النضالي، كما لا نغفل دور “مكي شلتوت” و”وليم نسيم” في إنشائهما مدرستي “شلتوت” والنهضة العربية و”محمد بخيت حبة” أول عضو في مجلس الشيوخ في أول برلمان سوداني، و”حسن عبد القادر هلال”. ولم ينحصر النضال داخل الأبيض بل ساهم جميع أبناء كردفان فقدمت أم روابة الحاج “وقيع الله سيد أحمد” ومن بارا “الشاذلي الشيخ الريح”، ويكفينا شرفاً أن يقدم اقتراح الاستقلال من أحد أبنائنا “دبكة” ناظر عموم البقارة. كما توشحنا بشرف انتماء شاعر الوطن وصاحب أغنية (وطن الجدود) التي شدا بها “عثمان الشفيع” الشاعر الكبير “محمد عوض الكريم القرشي”.
وعن احتفالات البلاد بعيد الاستقلال قال “مهدي” إن الاحتفال في السنين الماضية كان له طعم خاص ويكون مهرجاناً للفرح، وتحتفل به دور الأحزاب والنوادي الرياضة بالإضافة إلى الليلة الساهرة التي كانت تحييها فرقة فنون كردفان، تلك الفرقة الشامخة التي قدمت نجوم الغناء للوطن ومن أبرزهم الفنان “خليل إسماعيل” و”صديق عباس” و”موسى أبا” و”أم بلينا السنوسي” و”عبد القادر سالم” وثنائي كردفان. وفي ختام حديثه تمنى مولانا “عبد الله” الخير لأهل كردفان خاصة وللوطن عامة.