دليج الدمعة والفرحة
رطن نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن “مع مواطني محلية وادي صالح حينما كان يتحدث في اللقاء الجماهيري أمس بمنطقة دليج وما أدراك ما دليج. رطن “حسبو” أي تحدث بلغة الفور المحلية وتولى الشرتاي “جعفر عبد الحكيم” الترجمة للمتحدثين بغير لغة الفور مثل العرب وما شابههم من المجموعات السكانية فى المنطقة ووجدت رطانة نائب الرئيس ارتياحاً وسط أهله من الفور الذين شعروا بقرب النظام الحاكم منهم وقربهم من قصر الرئاسة في الخرطوم إذا كان هناك من يتحدث لغتهم من غير منسوبي قبيلتهم.
وزيارة نائب الرئيس أمس لمنطقة دليج هي أول زيارة لمسؤول اتحادي للمنطقة منذ عام 2003 التاريخ
الذي شهدته المنطقة كأسوأ كارثة تضرب دارفور وتعصف بوحدة شعبها وتشتت شملها لتفرق الحرب بين الأخ وأخيه وأمه وأبيه ومن الدروس والعبر التي كتبها شعب دارفور ومنطقة وادي صالح على وجه الدقة ومدينة دليج تحديداً أن الميدان الذي وضع فيه الضحايا وهم على قيد الحياة قبل أن يقتلون برصاص لم يغيِّب الرصاص أرواح الضحايا بل أصاب قلب المجتمع ومزق أحشاءه في هذا الميدان غسلت دليج دموعها وتسامت فوق جراحها وتسامحت مع نفسها وطوت أحزانها وتوحدت بعد تفرق وانقسام واحتشد أمس آلاف الجماهير في ذات ميدان الفجيعة ولأن أهل دارفور مغروس في أرحامهم التسامح عادت الحياة إلى ما كانت عليه في سابق الزمان وكان حشد دليج رسالة إلى المجتمع الدولي والإقليمي بأن هذه البلاد لها إرثها في التعافي النفسي والتسامح باعتبار أن دليج هي المنطقة التي شهدت الأحداث المؤسفة وبسببها حمل السودان إلى المحكمة الجنائية ولكن أهلنا الفور بما عرف عنهم من حسن طوية وبياض نية تجاوزوا كل ما حدث بالأمس القريب واستقبلت النسوة نائب الرئيس بأقداح الطعام وحلو الابتسامات لتكتب دليج كتاباً جديداً في التاريخ ووقف وراء ما حدث من تماسك وتوحد إرادة سياسية مستنيرة ومدركة لطبيعة دارفور ممثلة في الشرتاي” جعفر عبد الحكم” والي وسط دارفور الذي نجح في توحيد صف أهله وبسط الأمن والأمان في أنحاء ولايته فكيف للقيادة السياسية أن تفقد مثل” جعفر عبد الحكم” فقط لأن هناك من يريدون تبديل الولاة ونقلهم من منطقة لأخرى دون اعتبار لنجاحات البعض ومقبولية آخرين وسط جماهيرهم.
ومن إشراقات زيارة نائب الرئيس لولاية وسط دارفور افتتاح مسجد دليج الذي شيده رجل الأعمال “صديق ودعة”. واليوم يزور “حسبو” محلية أم دخن في إطار زيارة الولاية التي تمثل واحدة من الزيارات المهمة لولاية بعيدة وما يجري فيها يقع في دائرة الأحداث المنسية. وظلت دارفور تعاني بشدة من نقص الخدمات وتفتقر محليات دارفور لأبسط مقومات الحكم بل إن الوزراء والمعتمدين يعملون في ظروف شديدة القسوة وبإمكانيات شحيحة جدا رقم كثرة هياكل الحكم وتعدد الوزراء من دارفور حد التخمة ولكنهم بلاء مردود يذكر.