اقتصاد

رئيس اتحاد المهندسين الزراعيين "حسن إبراهيم الحسن" لـ(المجهر):

وثيقة النهضة الزراعية طموحة لكنها تحتاج لـ(5) مليارات دولار
مبادرة الأمن الغذائي العربي تواجه تحديات و(4) كليات زراعية مهددة بالإغلاق
اجتماعات المهندسين الزراعيين العرب بالخرطوم فرصة للاستقطاب الاستثمارات
عقب إعلان رئيس الجمهورية المشير “البشر” لمبادرة السودان لتحقيق الأمن الغذائي العربي في القمة العربية بالكويت أصبحت الأنظار موجهة للسودان وإلى موارده التي يتمتع بها من مياه وأراضٍ زراعية خصبة، لكن هنالك تحدٍّ كبير يقف أمام تحقيق المبادرة. وتشير التقارير إلى أن فجوة الغذاء بالوطن العربي بلغت (50) مليار دولار سنوياً يمكن للسودان أن يغطي جزءاً كبيراً منها. جهات عدة يتصل همها بالمبادرة من بينها الاتحاد العام للمهندسين الزراعيين، حيث التقت (المجهر) بالأمين العام للاتحاد “حسن إبراهيم الحسن” للحديث حول مبادرة الرئيس للأمن الغذائي واستعدادهم لاجتماع المكتب التنفيذي للمهندسين الزراعيين العرب الذي تستضيفه الخرطوم غداً (الأحد) وغيرها من القضايا الزراعية.. فإلى مضابط الحوار:
حوار ـ سيف جامع
{ بداية لماذا اختيار السودان لمؤتمر المهندسين الزاعيين العرب وكيف تجرى تحضيراتكم لقيام المؤتمر..؟
-بحكم أننا أعضاء في اتحاد المهندسين العرب مشاركون في المؤتمر الفني كل أربع سنوات وفي المؤتمر العام كل عامين، فضلاً عن مشاركتنا في المناشط التي تقام في الدول الأعضاء، وتم اختيار السودان لعقد المؤتمر حسب ترتيب محدد اتفق عليه في دورة الرباط. والمؤتمر فرصة سانحة للسودان ولاتحاد المهندسين الزراعيين السوداني ويعكس صورة جيدة عن الأوضاع بالبلاد، ونحن في الاتحاد انتهزنا الفرصة على القطاع الزراعي خاصة وأن السودان يمتلك موارد ما يكفى لتحقيق الأمن الغذائي العربي واكتملت التحضيرات كافة ووصلت الوفد المشاركة. ويخاطب النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول “بكري حسن صالح” فعاليات المؤتمر الدوري تحت شعار (تحقيق مبادرة الرئيس المشير “البشير” للأمن الغذائي العربي.
{ فيم تركزون في اجتماعكم…؟
-المؤتمر يركز على ماقشة تحقيق الأمن الغذائي العربي بالسودان وسيقدم فيه السودان رؤيته في ذلك من خلال ندوة مصاحبة يتحدث فيها بروفسور “أحمد علي جنيف” وزير الزراعة الأسبق ويعقب عليها الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب “يحيى بكور” ورئيس الهيئة العربية للاستثمار الزراعي “محمد المزروعي” ورئيس المنظمة العربية للتنمية الزراعية “طارق الزجالى”، وتعقيب أخير من وزير الزراعة مهندس “إبراهيم محمود حامد” والمؤتمر دوري عادي يركز في المقام الأول على مناقشة قضايا الاتحاد من ميزانية واشتراكات عضوية والتدريب لكنا أردنا من خلال المؤتمر الترويج لمبادرة السودان لتحقيق الأمن الغذائي العربي.
{ هل بإمكان اتحادكم القيام بدور في تحقيق المبادرة …؟
-الاتحاد يلعب دوراً في تقريب وجهات النظر وتعريف العرب بالموارد والإمكانيات الموجودة والتسهيلات التي يقدمها السودان ونحن كاتحاد نعتقد أن القطاع الزراعي ليس في أحسن أحواله ويحتاج إلى عمل كثير جداً حتى يصبح رافد للميزانية والتنمية في السودان لكن ذلك يحتاج إلى قيادة سياسية مستمرة حتى نحصل على استثمار الموارد بتحسين النظم والقوانين وأيضا الإرادة السياسية هي في المقام الأول وبعدها تأتي مسائل التمويل واستقطابه من الخارج ولوقت طويل ما يصرف على الزراعة من الميزانية العامة لا يتعدى (2%) وهذا يحتاج إلى إعادة النظر كما أن الدولة لم تلفت إلا مؤخراً للقطاع، وفي حال لا توجد إرادة جادة وعلاقات خارجية لا يمكن أن نحصل على القروض واستقطاب الاستثمارات الخارجية.
{ ماذا قدمتم خلال الدورة الحالية لمنسوبي الاتحاد…؟
-مؤخراً تم السحب لقرعة السكن ودربنا (500) مهندس زراعي خلال منحة من بنك التنمية الإسلامي بجدة، وخلال زيارتنا الأخيرة للمغرب زرنا مجموعة من مراكز التدريب والتطوير الزراعي ونتطلع لإقامة شراكات معها، كما نبحث في قيام استثمارات خاصة بالاتحاد وفي محيط القارة لدينا نشاط مع مجموعة أفريقية لتكوين اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة لتبادل الخبرات وقيام مشاريع رائدة.
{ هل السودان يستطيع فعلاً تحقيق الأمن الغذائي العربي…؟
-الواقع يمهد لذلك والإحصائيات تشير إلى فجوة تقدر بـ(50) مليون دولار في الغذاء بالوطن العربي وطبعاً السودان له إمكانيات ولكن تنقصه رؤوس الأموال، والأمر ليس بالبساطة وبه تعقيد ومرتبط بالعلاقات الدولية، والنهضة الزراعية في تقديري أعد لها (منفستو) بصورة ممتازة وحوى برنامجها على مشروعات طموحة لكنها كانت بحاجة إلى (5) مليارات دولار لتنفيذها والقضية الرئيسية التي يمكن أن تهزم تحقيق السودان سلة غذاء العالم العربي هي عدم تدفق أموال التمويل وليس عدم جدوى المشاريع.
{ في رأيك لماذا الإنتاج والإنتاج في السودان ضعيفاً…؟
-نحن كمهنيين علينا بحث قضية كيفية زيادة الإنتاج الزراعي والإنتاج عندنا ضعيف في السودان نزرع حوالي (40) مليون فدان والإنتاج في أحسن الأحوال لا يتجاوز (7) ملايين طن لذلك لدينا أشكال كبير جداً يواجه القطاع الزراعي حتى أن الطلاب بدأوا يعزفون عن الالتحاق بكليات الزراعة لأنهم يعتقدون أن الكليات هذه تخرج عطالى وأنهم لن يحصلوا على فرص عمل، وحسب إحصائيات الدولة هنالك حوالي (4) آلاف خريج زارعي يعملون في قيادة الركشات وعربات الأمجاد بالخرطوم، والآن هنالك أربع كليات زراعية بالجامعات مهددة بالإغلاق لعدم وجود طلاب ينتسبون إليها وعضويتنا في الاتحاد معظمها عاطلة عن العمل وفي الاتحاد يأتى لنا العشرات من المنسوبين محتاجين.
{ كيف ترى الحل..؟
-الحل في إعادة هيكلة المشاريع الزراعية الكبرى لأن معظم القائمين عليها ليس لهم علاقة بالزراعة ولا ننسى أن قانون الجزيرة 2005 شرد الآلاف من المزارعين ومئات المهندسين الزراعيين تحولوا إلى عاطلين، ونريد أن نصحح الفهم بأن الزراعة هي مهنة وليست حرفة مثلها والهندسة الأخرى الطب والهندسة وحالياً (90%) من الذين يمارسون مهنة الزراعة لا علاقة لهم بالزراعة والزراعة في السودان تقليدية موغلة في التقليدية ونريد في الاتحاد أن نغير الواقع والمشاريع القائمة متخلفة ونريد أن نقوم بثورة وسنقدم نماذج ورؤية للنهوض بالقطاع بالبلاد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية