مسلحون يرتكبون مجزرة ويقتلون (15) من الأئمة وحفظة القرآن بجنوب دارفور
صوبوا نيرانهم تجاههم مباشرة
نيالا- عبد المنعم مادبو
ارتكبت مجموعة مسلحة مكونة من (4) أفراد مجزرة في حق وفد من الأئمة وحفظة القرآن الكريم عندما نصبت لهم كميناً بمنطقة وادي الحجار بمحلية (مرشينج) بولاية جنوب دارفور وأطلقت عليهم النار مساء أمس الأول (الثلاثاء)، ما أدى إلى استشهاد (15) منهم وجرح (10) آخرين بينما نجا (4) منهم. وهرعت حكومة الولاية برئاسة الوالي “آدم محمود جار النبي” وأعضاء لجنة أمن الولاية إلى موقع الحادث وشاركت في دفن الجثامين. وقال الوالي في مؤتمر صحفي عقب عودته من المنطقة أمس (الأربعاء) إن وفد الأئمة وحفظة القرآن الكريم كانوا في طريق عودتهم من زيارة لأهلهم في منطقة “حمادة” التي شهدت عودة طوعية لأكثر من (700) أسرة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وأفاد “جار النبي” أن الوفد بعد أن أهدى أهل المنطقة ختمة القرآن لأجل أن يتمكنوا من الاستقرار بالمنطقة استقل عربة لوري للعودة إلى منطقته “منواشي” وفور دخوله في مجرى (وادي الحجار) الواقع في منتصف الطريق قبيل وقت المغيب تفاجأ بإطلاق نار كثيف من قبل المجموعة المسلحة ما أدى إلى استشهاد (13) منهم في الحال وجرح (13) آخرين وتوفي اثنان من الجرحى بعد نقلهم للمستشفى بينما نجا (4) من أعضاء الوفد. وقال الوالي إن أعضاء الوفد كانوا عزل غير مسلحين. وأضاف أن الناجين من الوفد أفادوا بأن المجموعة المسلحة لم تكتفِ بإطلاق النار من على البعد بل فتحت الباب الخلفي للوري وأطلقت النار عليهم بصورة عشوائية.واتهم “جار النبي” جهات قال إن لها مصلحة في إعاقة جهود العودة الطوعية التي تشهدها الولاية. وأشار إلى أنهم بعد أن شاركوا في دفن الجثث وقفوا على أحوال المواطنين في منطقة (غابة حمادة) وأكدوا لهم تمسكهم بالبقاء بمنطقتهم رغم وقوع هذا الحادث. ولفت إلى أنه شكل لجنة للتحقيق في الحادث. وتعهد بملاحقة الجناة وتقديمهم للمحاكمة العادلة. بينما أفادت مصادر من منطقة “حمادة” أن دورية من بعثة (اليوناميد) ذهبت إلى المنطقة عقب عودة حكومة الولاية إلا أن المواطنين هتفوا ضدها وطلبوا منها مغادرة المنطقة لجهة أن البعثة لم تشاركهم تشييع الجثامين على الرغم من مضي ساعات على وقوع الحادث. وتعهدت السلطة الإقليمية لدارفور بملاحقة الجناة بالتنسيق مع لجان أمن ولايات دارفور. ووصف الناطق الرسمي للسلطة، وزير الإعلام “عبد الكريم موسى” الحادث بالجريمة ضد الدولة. وقال إن الحادث استهدف نسف العودة الطوعية للنازحين بدارفور وأبدى أسفه لوقوع الحادث.وقال “موسى” إن السلطة ستجعل من منطقة “غابة حمادة” نموذجاً للعودة الطوعية وستكرس كل ما تمتلك من إمكانيات من أجل إعمار منطقة “حمادة” وتكثيف جهود العودة الطوعية التي لا ترضي الكثير من الجهات التي لها مصلحة من استمرار النازحين بالمخيمات.