"الترابي" يتكلم ويحلل ويصفح.. يرسم المستقبل للبلاد وينصح
في ندوة حول التعديلات الدستورية المرتقبة بدار المحامين
الخرطوم – طلال إسماعيل
ضاقت دار نقابة المحامين بالمئات من الحضور (الأحد الماضى).. تحولت موجة الشتاء إلى حر سياسي يلفح التعديلات الدستورية المرتقبة والحوار الوطني، وخطى الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. “حسن الترابي” أولى خطواته نحو الحديث بعد صيامه الطويل عن الكلام، وجاء إلى الندوة نائب رئيس حزب الأمة القومي “فضل الله برمة ناصر”، و”أسامة توفيق” من حركة الإصلاح، و”ساطع الحاج” من الحزب الوحدوي الناصري.. وفي المنصة جلست رئيس اللجنة الطارئة لتعديل الدستور “بدرية سليمان” إلى جانب القيادي بالحزب الاتحادي الأصل “علي السيد” ورئيس مركز الخرطوم لحقوق الإنسان أحمد المفتي ونقيب المحامين “الطيب هارون”.. وبهر “الترابي” بحديثه الحضور بعد أن قدم سرداً تاريخياً للتطورات السياسية والدستورية في السودان منذ الاستقلال، وتحدث بلسان المحلل للواقع، كما أنه صار الناصح الخبير.. ولم يكن من السهولة معرفة رأي الأمين العام للشعبي بصفته الاعتبارية، على الرغم من تمسكه بموقفه بضرورة انتخاب الولاة مع طرحه فكرة “اخلطوهم” لمحاربة العنصرية والقبلية بانتقال المرشحين المحتملين لمنصب الوالي من مواقع قبيلتهم إلى ولايات أخرى لربطهم بمفهوم القومية بعيداً عن التعصب.
“الترابي” بدا زاهداً في الانتقام من خصومه السياسيين، وعفا عنهم، وتجاوز عن الأذى الذي لحق به. وترفع “الترابي” عن كل الأخطاء، واستغفر وتاب لكل الانقلابات العسكرية التي شهدها السودان.. “الترابي” الآن يرسم خريطة مستقبل البلاد.. هكذا بان.