عادل إمام في مفاوضات "أديس أبابا " !!
مشهد المفاوضات في “أديس أبابا” على المسارين (دارفور، المنطقتين) يفوق حد العبث.. والمسخرة.. ويشبه مسرحيات “عادل إمام” الهزلية. فوفد حركات دارفور اصطحب معه بالأمس إلى قاعة التفاوض “ياسر عرمان” و”التوم هجو” كممثلين للجبهة الثورية! واعتمدت الوساطة الأفريقية عضوية الوفد وطريقة التجليس بحيث جلس “عرمان” يمين “مناوي” و”جبريل”، بينما أخذ “التوم” مقعداً يسارهما!! ووافق وفد الحكومة بقيادة “أمين حسن عمر” والسفير “سر الختم” و”محمد المختار” على ما جرى !!
وفي جولة مفاوضات منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق أصر وفد الحركة الشعبية – قطاع الشمال على وجود “مناوي” في الجلسة الافتتاحية كممثل للجبهة الثورية بل إن “عرمان” حياه في خطابه الرسمي كما حيا “أمبيكي” و “عبد السلام أبوبكر” و”هايلي منكريوس”!! كيف إذن ستحرز المفاوضات على المسارين تقدماً، وينتظر لها البعض من الواهمين المتوهمين أن تصل لمرحلة توقيع اتفاق؟!
وفد قطاع الشمال في مفاوضات المنطقتين محروس بوفد من حركات دارفور وداخل غرفة التفاوض، ووفد الحركات مراقب (مان تو مان) بواسطة قطاع الشمال!! والحكومة مصرة على مواصلة المشاركة في مسرحية العبث والمسخرة إلى ما لا نهاية.. على الأقل للترويح عن وفودها في “أديس” الجميلة والتخفيف عليهم من رهق اجتماعات ومؤتمرات الحزب الثقيلة ، وتحفيزهم بنثريات مقدرة من فئة الدولار العزيزة!! ولا عزاء للشعب السوداني المسكين .
لا أفهم.. كيف تسمح الوساطة إن كانت جادة في وساطتها وراغبة في التوصل لاتفاقيات، بوجود ممثلي حركات دارفور في غرفة تفاوض المنطقتين، وذات الشيء لمندوبي قطاع الشمال بالنسبة لمفاوضات دارفور، وهي تعرفهم واحداً.. واحداً؟! وإذا وافقت الوساطة، لأسباب معلومة ومفهومة تنطلق من قاعدة تعاونها مع (الجبهة الثورية) وتفهمها لدعاويها، فما الذي يجبر الحكومة على الموافقة على الجلوس إلى (الجبهة) مرتين، مرة باسم (القطاع) ومرة باسم (حركتي التحرير، والعدل والمساواة) بينما هي تعلن رفضها مجرد الاعتراف بالجبهة ومفاوضتها؟!
بأي منطق وأي عقل يتم هذا؟!
ألم أقل لكم إنها عبثية .