الشباب .. الهروب إلى ميادين الفداء خارج الأسوار
تحلقوا حول السفارة القطرية أملاً في العيش الكريم
الخرطوم ـ متوكل أبوسن
ما إن أذن المنادي أن هلموا إلى وظائف في (الجندية) إلا وتدافع المئات من الشباب من حملة درجة البكالوريوس كل يمنى نفسه بالفرصة، ويا للمفارقة المدهشة، فالمنادي لم يكن يدعو للانخراط في واحدة من المؤسسات العسكرية ببلادي وإنما للعمل جندياً في صفوف الجيش القطري.
مشهد تراجيدي مؤلم وحشود الشباب تتدافع مذ الصباح الباكر من يوم أمس، يتحلقون حول أبوب ونوافذ السفارة القطرية بالخرطوم، في اليوم الأول للتقديم، لكنها الحاجة بعد أن ضاقت بلادي بما رحبت فكان خيار الهجرة التي ازدادت معدلاتها بحسب تقارير حكومية.
ويبدو أن تحذيرات البعض من تزايد وصفوه بـ(المخيف) في معدلات هجرة السودانيين للعمل في الخارج، لم ولن تجد أذناً صاغية على الأقل في الوقت الراهن .
وتشير تقارير رسمية إلى أن معدل هجرة الأطباء السنوي لا يقل عن (5) آلاف طبيب، ووجود آخرين عاطلين عن العمل داخل السودان بسبب عدم توفر فرص العمل. وأكدت أن (90%) من المهاجرين بسبب الظروف الاقتصادية. بينما تكشف التقارير عن هجرة (50) ألف سوداني منذ يناير 2014م حتى يونيو المنصرم، مثل الأطباء منهم حوالي (6%) والرعاة (39%).
وطلب الجيش القطري مشغلي حاسوب من خريجي البكالوريوس واشترط خبرة سنة واحدة وإجادة اللغة الإنجليزية وأن لا يزيد العمر عن 35 عاماً ورغم هذه الشروط شهد مبنى السفارة القطرية بحي المنشية الراقي إقبالاً من مئات خريجي الحاسوب.
وزيرة العمل وتنمية الموارد البشرية “إشراقة سيد محمود” في تصريحات سابقة لها قالت إنها تؤيد بشدة هجرة السودانيين للعمل بالخارج. وأشارت إلى أن وزارتها تشجع الهجرة والعمل بالخارج بسبب ما سمته (الاختناق الداخلي).
وكشف استطلاع في يونيو 2013 أجراه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومركزه الدوحة أن (54%) من السودانيين يرغبون في الهجرة إلى خارج البلاد، (79%) دوافع هجرتهم تحسين الأوضاع المعيشية، و(5%) لأسباب أمنية، و(4%) لأسباب سياسية ويحتل السودان بذلك المرتبة الأولى تليه لبنان (33%) من أصل (14) دولة عربية نُفّذ فيها الاستطلاع. واعتبر طالبو الوظيفة بقطر أن الراتب والامتيازات التي يعرضها الجيش القطري لوظائفه الفنية مغرية بالمقارنة مع الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد.