شهادتي لله

احذر عقاب الشعب يا "عرمان"

اعترف “ياسر سعيد عرمان” رئيس وفد الحركة الشعبية – قطاع الشمال في تصريحات نشرتها معظم صحف الخرطوم أمس(الخميس)، بطرحه على طاولة مفاوضات “أديس أبابا” خيار (الحكم الذاتي) لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق!!
ومضى “عرمان” يردد ذات الحديث السخيف المنحرف الذي كان يردده خلال سنوات الانتقال الست لاتفاقية (نيفاشا) سيئة السمعة، مقسمة السودان دون سلام لا في الشمال الجريح ولا في الجنوب اليتيم الممزق!!
مازال هذا (الكائن التفجيري) المزروع في حركتنا السياسية المعارضة مصراً بتبجح يحسد عليه على مواصلة تنفيذ سيناريو الصهيونية العالمية، بتقسيم السودان لخمس دويلات على طريقة ما تناسل من جمهوريات من رحم “يوغسلافيا” العظمى!!
ما زال هذا العرمان يلوك على مسامعنا وقبلها آذان وفود الحكومة السابقة واللاحقة أن (الجنوبيين) غداة الاستقلال المجيد طالبوا بالفدرالية، فلم يستجب لهم أحد، فإذا بمطلبهم يتطور لتقرير المصير وانفصال جنوب السودان!!
يهددنا (الكائن التفجيري) بأن ذات المصير سيلحق بجبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور بل وشرق السودان الذي حيا منه في جلسة المفاوضات الافتتاحية مؤسس (مؤتمر البجا)!! ولم يحيي “عثمان دقنة” قديماً ولا الناظر “ترك” ولا الناظر “دقلل” ولا الزعيم “موسى محمد أحمد” وبالطبع لن يحيي قائد نهضة الشرق الحالي “محمد طاهر إيلا”. فالسيد “عرمان” لا يتذكر من قادة السودان من “المهدي” إلى “الأزهري” إلى “الشريف حسين الهندي” وإلى جيل زعماء الراهن السياسي غير مؤسسي الحركات الانفصالية الجهوية والعنصرية ابتداءً من “قرنق” و”يوسف كوة” وانتهاءً بقطاعه المقطوع من(حركة) فاشلة تشظت في (جنوبنا) القديم الحبيب، شردت شعبه وقتلت الآﻻف برصاص “سلفا” و”مشار”، عبثت بحقول النفط وأهدرت الموارد، وتركت عشرة ملايين مواطن على قارعة المجهول من “جوبا” إلى “بانتيو”!!.
لا ينبغي أن يكون رد وفد الحكومة برئاسة البروفيسور”غندور” على طلب الحركة الاستفزازي بالحكم الذاتي للمنطقتين هو الصمت ورفض التعليق، بل قذف ورقة الحركة في وجه رئيس وفدها المعتوه الذي استمرأ احتقار شعب السودان وإهانته بمثل هذه المواقف الخائبة، مستنداً إلى مبعوثي وسفراء أمريكا وأوربا من دوائر (بني صهيون) الاستخبارية ، مثل مدير إدارة أفريقيا بالخارجية الفرنسية وغيره في الكونغرس والخارجية الأمريكية.
لا مجال بعد خسارة الشعب الكبرى في  انفصال الجنوب لمشورة شعبية حتى في جنوب كردفان، أما النيل الأزرق فلا وجود فيها لعساكر”عقار” و”عرمان” هناك ولا في أطراف الكرمك وقيسان.
لا مشورة شعبية ولا يحزنون . . انتهت (نيفاشا) وانتهت آجال مشوراتها كما قال “عرمان”، فمن أراد انتخابات (مؤجلة) حرة ونزيهة، نحن معه، ومن أراد العبث بما تبقى من أرض السودان فعقاب الشعب يجب ألا يتأجل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية