أخبار

ندوب العاصمة!

ظاهرة الحفر والمطبات التي تمددت ببعض شوارع العاصمة الخرطوم، ظاهرة مزعجة وخطيرة، وأقبح ما فيها تراكم الإهمال المريع من واقع أن بعض تلك الحفر تبقى لأشهر وربما أكثر، فاغرة أفواهها لابتلاع المارة والمركبات، صحيح وللأمانة فقد بذلت محليات ولاية الخرطوم جهوداً ظاهرة إبان عطلة (عيد الأضحى) المبارك لاستدراك ما خلفه الخريف والأمطار من حفر وأضرار على الإسفلت والطرقات، ولكن يبدو أنه كان جهد المقل إذ ما تزال بعض الندوب تتمدد وفي شوارع مهمة وذات حركة دائبة وكثافة في الاستخدام، وتحديداً بـ(شارع أفريقيا)، حيث أنجز العمل في تسوية ثغرة بجوار (النادي الدبلوماسي) فيما ما تزال أخرى منصوبة في نقطة إلى الشمال من مقر رئاسة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، فضلاً عن ثالثة مريعة قبالة وزارة الكهرباء!
ببعض طرق المحليات بالخرطوم بحري وأم درمان أمثلة أخرى، وقد شهدت مساء (الأحد) أحدهم وقد ارتطم بأحد تلك الحفر فطارت سيارته وزمجرت كوابحها على الأسفل حتى تعالى صرير أسنان الواقفين على جانبي الطريق من هول ما شهدوا من منظر ولولا أن حركة السير كانت قليلة لشهدنا حادثاً مأساوياً ودامياً تعلق فيه روح الضحية المهدرة على إهمال السائق وربما إطارات سياراته، ولكن لن يتلفت أحد إلى أن إحدى الشركات أنجزت معاملة ما وتركت آثارها ولم تردمها، أو أن هيئة حكومية معنية بتجميل الطرق طلبت الإصلاح وتحسين ما ظنته بؤساً على وجه أسفلت بالمدينة فكشطت القديم وأحدثت في الأرض ثقباً، ولان التمويل لم يكن كافياً أو أن همة المشروع فترت فقد انصرفت عنه وتركته قائماً لإعطاب الشعب ومقدرات العباد سيارات وأرجل.
مثل هذه الندوب تتسبب حتماً في حوادث السير، وهي ألغام تتطلب الإزالة بأسرع ما تيسر، وهي بالمناسبة أعمال صغيرة لا تحتاج إلى المتابعة، لان الجانب الشاق في الأمر قد أنجز، إنشاء طريق وتعبيده هو الأصعب ولكن المحافظة ومتابعة رعايته هندسياً لا تكلف شيئاً إن استيقظت الضمائر واستقام عود العزم، وأعتقد والله أعلم أن الجهة المسؤولة عن مثل هذه الملاحظات وإزالتها بحاجة لأن تكون أكثر علماً بما تشرف عليه، إذ ليس من المقبول أن تظل بعض الحفر لأشهر موجودة دون أن يلفت ذلك نظر مسؤول أو مهندس، فإن لم يكن بصفة المسؤولية الوظيفية فمن باب الاحتساب والمشاركة كمواطن وهي مواقع معروفة كما قدمت من أمثلة ويسهل رصد آثارها وأضرارها وما تلحق من أذى جراء عثرات متكررة لمستخدمي تلك الطرق، ولا أظن أن تأمينها بالمعالجات أمر مكلف أو شاق، فهذا أفضل كثير من اضطرار المواطنين بأنفسهم لحشوها بالتراب والحصى أو وضع علامات تحذيرية من بنات أفكار الناس مثل ذاك الذي اضطر إلى جر غصن من الأشواك ليواري به سوءة طريق عريض وذائع الصيت بأم درمان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية