(شيلة العروس).. أهم مراحل الاستعداد لليلة العمر
من يختارها وما هي مكوناتها؟؟
الخرطوم- نهلة مسلم
لأن تجهيز (الشيلة) يعدّ من أساسيات الاستعداد للزواج، ومن التقاليد السودانية المتأصلة خصوصاً عند اقتراب موعد ليلة العمر التي يستعد لها الشاب المقبل على الحياة الزوجية، وهي مرحلة شاقة لما يترتب عليها من تكاليف باهظة الثمن. ويصحب شراء مكونات (الشيلة) العديد من التفاصيل التي يخفق لها قلب العريس خيفةً من ضيق ذات اليد وفراغ الجيب.. وتحضيرها يرافقه تساؤل: ما هي مكوناتها؟ ومن الذي يقوم بمهمة الشراء.. العروس بصحبة العريس؟؟ أم بصحبة صديقاتها أم تقوم بالمهمة والدتها؟؟ أم والدة العريس وشقيقاته؟؟ وهذا جدل طويل قد يوأد على إثره تكوين نواة أسرية جديدة.. (المجهر) التقت بعض شرائح المجتمع، وطرحت سؤالاً عن (الشيلة) ومن المسؤول عن تحديد واختيار مكوناتها!! وكانت البداية مع السيدة “رقية خليفة” (ربة منزل) التي ابتدرت حديثها بأنها لا تحبذ اختيار الفتاة شيلتها بنفسها لفرضها العديد من القيود يصعب أن تتحقق، بمعنى أن العريس يضع في حساباته مبلغاً معيناً لـ(الشنطة) وتأتي اختيارات العروس مبالغاً فيها ومكلفة جداً، بالتالي تربك ميزانية العريس، وأضافت إن بعض الثقافات الوافدة أثرت على المرأة فأصبحت تذهب بنفسها لشراء احتياجات الزواج من ثياب ومجوهرات.
وسخرت “أم موسى” من الخطوات الحديثة في تحضير (الشيلة) ووصفتها بالتطور الدخيل على المجتمع، وقالت لـ(المجهر): (في الماضي كانت البنت تبقى لفترة طويلة من الزمن داخل غرفة تسمى غرفة الحبس، تحبس فيها لعدة أيام تتهيأ خلالها لليلة الزفاف.. وأهل الزوج هم من يقومون بتجهيز مستلزمات الفرح من شيلة سواء أكانت مأكولات أو شنطة ملابس.. لكن حالياً اختلف كل شيء وصار ملزماً أن تذهب العروس لشراء شيلتها بنفسها، وذلك للتباهي والتفاخر في المجتمع بأن بنت فلانة شيلتها “7× 7” أو “12 × 12” وهذا أمر صعب ومكلف).
وتؤيد “نهى الرفاعي” المشاركة لما تراه من فائدة في معرفة نوعية الخامة خاصة الثياب لاختلاف جودتها والموضة، وأرجعت ذلك إلى أن بعض الأقمشة تقليدية تنتهي صلاحيتها بمجرد ارتدائها، وأضافت: (لا ضير في اختيار العروس وتحديد ذوقها). فيما أكد التاجر “عمر السريدي” صاحب محل بسوق ليبيا لـ(المجهر) أن اختيار العريس يتصف بالعقلانية وتقديره لـ(الشنطة) التي تتراوح أسعارها ما بين (3 – 4) ملايين، لكن عندما تكون الشاري هي العروس تتجاوز كل التوقعات وتصل أسعارها ما بين (7 – 8) ملايين جنيه، بجانب كمية العطور المختلفة.. وأشار إلى أن بعض الفتيات يصطحبن صديقاتهن الأمر الذي يعقد المسألة. وأشار “عمر” إلى كثير من المواقف التي واجهته وأدت إلى انفصال الشريكين قبل زواجهما، وأضاف: (العروس لا تكتفي بطلب محدد بل تريد المزيد).
بينما قالت الباحثة الاجتماعية “آمال سراج” إن الزواج هو الحدث الأهم لدى الإنسان مما يستدعي نظرة ثاقبة بعيداً عن الهامشية لتساعد في الاستقرار والأمن في الحياة الطبيعية، وأشارت إلى أن بعض الزيجات التي تحدث هذه الأيام بعيدة كل البعد عن الواقع المعاش لما يترتب عليها من تكاليف وخيمة، إضافة إلى تركيز الطرفين على صالات الفرح التي تنتهي بساعات محددة وبالتالي تقصم ظهر العروسين وتؤدي إلى تعتيم حياتهما بعد الفرح.. ودعت “آمال” إلى أن يكون شعار المقبلين على الزواج أن يخططوا لمستقبلهم وفق أولويات هادفة ويستعينوا بمثلث الزواج السكن، الميزانية والإنجاب، بجانب البعد عن التكاليف والاستعراض والتباهي لتيسير أمر الزواج.