شاعر الأكتوبريات "ود المكي": أعجز عن تحمل هذا الكم من باقات الورد
في نهارية تكريمه بـ(صالة المصارف)
الخرطوم – نهلة مجذوب
عبَّر الشاعر والأديب الكبير العائد لحضن الوطن “محمد المكي إبراهيم” عن امتنانه العميق واللامحدود لما وجده من احتفاء واسع في بلده السودان، مؤكداً سعادته بتلك العواطف النبيلة والمتحمسة، وقال إنه يحس بالعجز عن تحمل هذا الكم من باقات الورد والتي استقبلته بها كل فئات الشعب السوداني، وزاد مازحاً ربما كان من الورد ما قتل، مشيراً إلى أن هنالك نفحة من الأريحية والكرم السوداني هي المسؤولة عن كل هذه التكاريم.
حديث الشاعر العظيم الشفيف الأنيق الفخيم شكلاً ومعنى جاء أثناء الاحتفاء الذي أقامه معتمد محلية الهلالية بالتعاون مع مجلس أمناء (جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي) و(مركز عبد الله الطيب للغة العربية) بجامعة الخرطوم وبرعاية شركة (زين للاتصالات) وذلك نهار أمس الأول (الثلاثاء) بصالة اتحاد المصارف.
(كل الرحيق) جاءت عنواناً للاحتفائية المختلفة التي ضاقت جنبات القاعة بحضورها النوعي الذي ضم الأدباء والشعراء والنقاد وطلاب العلم والمعرفة.
النهارية تخللتها قراءات شعرية من نظم المحتفى به “إلياس فتح الرحمن” قدم (بعض الرحيق أنا والبرتقالة انتي)، بينما أقر الشاعر الكبير “عالم عباس” أنه شرف عظيم بأن يقرأ له أشعاره وكانت الرحيل إلى ضفة المدائن.
وبعذوبة فائقة وقدرة على النقد والتحليل والتدقيق في أشعار “محمد المكي إبراهيم” قدم الشعراء والنقاد الشباب في معهد العلامة ملخصات ودراسات أذهلت الحضور ودفعت الشاعر الكبير أن يقول (كلكم مسعدون لقلبي)، ومضى ساعتين من السلامة اللغوية، وأشاد المحتفى به بالناقد الشاب “أواب أحمد صباح” الذي قدم دراسة عن الفكر السوداني وأصوله وتطوره، مبيناً أنه تميز بالنزاهة في تفهمه، كما امتد شكره وتقديره للشاعر “أسامة تاج السر” الذي عرض دراسة شفيفة عميقة بعنوان (محمد المكي إبراهيم بين الصورة الفنية والنفسية) والتي أكد خلالها بقوله “بحق يحار المرء عن الولولج إلى عالم محمد المكي إبراهيم في أي نافذة يختار التصور الظاهر من ديوان إلى آخر أم يختار الثورة الباذخة على الوطن المشلول؟ أم عن القرية الأنثى التي تطارده في الوطن وخارجه؟ أم عن الصورة التي لا يشابه فيها غيره أم في الثقافة وغيرها؟”.
كما أكد المحتفى به إعجابه بالتحليل الذي أتى به “أسامة تاج السر” و”عماد” وآخرون و”أبو بكر الجنيد” الذي تناول الصورة وتجليات الوطن في شعر “محمد المكي إبراهيم”، موضحاً أن الفضل في هذا الطرح السليم يرجع للأستاذ والعلامة “عبد الله الطيب”.
وأخيراً بلطف كبير قال إن هنالك شعراء محظوظين تتنزل عليهم القصيدة دون مشقة لأنها تتنزل عليه منجمة.
وفي ختام الحفل قدم له مدير المعهد “د. الصديق عمر الصديق” إهداء بجانب هدية أخرى قدمتها له شركة (زين للاتصالات). ومسك الختام كان من نصيب المطرب “عاطف عبد الحي” الذي صدح برائعة “وردي” و”محمد المكي إبراهيم” (باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني)، فألهب حماس الحضور طرباً وتصفيقاً ونشوة.