أخبار

في صالون "النور"!!

من المظاهر التي طغت حديثاً في الخرطوم عودة الصالونات والمنتديات وجلسات الحوار الفكري والسياسي والثقافي في البيوت والمزارع الخاصة والحدائق العامة، وفي الجامعات ومراكز البحث العلمي.. فهل لعودة الصالونات والمنتديات علاقة بما يجري في الساحة من مخاض حوار داخلي وخارجي بحثاً عن مخرج لأزمات البلاد؟؟ أم هي مظهر من مظاهر الترف وتزجية الفراغ تعويضاً عن اليأس الذي دب في النفوس والإحباط العام جراء الإحساس بالفشل؟؟
تناثرت الصوالين وتعددت المنتديات ولكن يظل منتدى جمعية حماية المستهلك هو الأكثر حضوراً في الساحة وفي وسائل الإعلام.. وهناك في حي الصفا منتدى اللواء طيار “عبد الله علي صافي النور” الوالي السابق وعضو المكتب القيادي المنتهية دورته وأحد القيادات الفاعلة في دارفور والمقربة من دوائر صناعة القرار.
لكن المواقع التي تسنمها “صافي النور” لا تعكس بالضرورة مزاج وتوجهات صالونه الأسبوعي والذي يناقش قضايا الفكر والثقافة والسياسة والشأن العام بما في ذلك الصحافة وقوانينها.. ويتكئ صباح كل (سبت) نخبة من الإداريين وكبار القادة من المؤسسين العسكريين بأذرعها الثلاثة الجيش والشرطة والأمن، وقد أسندت رئاسة المنتدى للفريق أول “فاروق علي محمد” نائب رئيس الأركان الأسبق وأحد السفراء المحترمين جداً في “نيروبي”.. وهم من القلة التي تفتح بيوتها للقادمين والعابرين من أهل السودان.. والمرجعية العسكرية للفريق “فاروق” أهلته لقيادة المنتدى الذي يضم في عضويته من منسوبي المؤتمر الوطني د.”عبد الحميد موسى كاشا” و”سلمان سليمان الصافي” ود.”عبد الباقي الجيلاني” الوزير السابق والمهندس “كمال علي محمد” واللواء “الهادي عبد الله” والي نهر النيل و”الشرتاي جعفر عبد الحكم” والي وسط دارفور، ومن حزب الأمة “محمد عيسى عليُّو” والسفير “نجيب الخير عبد الوهاب” ومن الحزب الاتحادي الديمقراطي “السماني الوسيلة” ومن الحزب الشيوعي “صالح محمود” عضو اللجنة المركزية، ومن الإسلاميين غير المرتبطين بالوظائف الحكومية “حسن صديق” ومن البرلمانيين “بدوي الخير إدريس” و”محمد أحمد الطاهر أبو كلابيش” ومن المايويين د.”جحا” ومن الناشطين الشباب “أبو القاسم الأمين بركة” والسفير “إبراهيم مطر” ومن الصحافيين والكُتاب “الصادق الرزيقي” ود.”النجيب آدم قمر الدين” ود.”خالد التجاني” والأستاذ “أشرف عبد العزيز” ومن المتمردين السابقين “بحر إدريس أبو قردة” و”تاج الدين نيام” وآخرين كثر تجمعهم أريحية “صافي النور” وتفرقهم الأحزاب والمشارب الفكرية. ولا ننسى بالطبع القادة العسكريين الفريق “عمر الحضيري” أعظم قائد للشرطة السودانية في عهد الإنقاذ والعميد مهندس “حسن محجوب” واللواء “عبد الرحمن حسن” واللواء “محمد أحمد العاقب” أحد أشهر ضباط المخابرات السودانيين، ومن العلماء د.”علي شمو” ود.”حسن الساعوري” وآخرين.
يمثل منتدى “صافي النور” الأسبوعي حلقة دراسية تجمع بين أهل الخبرة الإدارية والتخصصات الفنية، وفي كل أسبوع تناقش إحدى قضايا الساعة من الوفاق والحوار الوطني إلى مفاوضات السلام ومراجعات الحكم اللامركزي والتمرد الشعبي في البلاد، وأثر الحصار على الاقتصاد وقضايا حقوق الإنسان والعلاقات الدولية.. ولا تذهب توصيات الملتقى لجهات صناعة القرار ربما يأساً منها في الاستفادة مما يطرح أو لإحساس قادة وأعضاء المنتدى بأن إصغاء أهل السلطة للخبراء الناصحين ضعيف. ولكن المنتدى أثره في تشكيل قناعات لدى جمهرة من الحاضرين أسبوعاً لدوحة “صافي النور” التي بالبساطة وطيب النفس وكرم وشهامة عرب البادية تجعل من جلسة (السبت) ما منظور مثيلا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية