أخبار

العمومية

تبدو سانحة انعقاد الجمعية العمومية للحوار الوطني فرصة لتحريك ساكن المشهد السياسي والخروج بمشروع الحوار إلى مرحلة جديدة ليذكر ويمضي إلى الأمام أو للانصراف عنه إلى تدبير آخر، ومطلوب من الأحزاب وبشكل قاطع وصريح الاجتهاد بعد اليوم في  عرض الأفكار وتقديمها بشكل سلس وترتيب يقدم كل المسارات ويفصلها في آن واحد دون أن يقع اختلاط بين التفاسير أو العناوين الجانبية، ودون أن يختل ميزان الضبط بين الأسئلة المطروحة بحرفيتها ومكرها أو حسن نيتها، وبين الإجابات الحاضرة (قطع أخضر) حول المطلوب والمنفذ.
ليس مطلوباً من لقاء اليوم ترسيم كامل الملعب،  الحوار عملية طويلة وشاقة ولا يتوقع أحد أن مجرد الالتقاء تحت كنف الرئاسة أو مبادرة المؤتمر الوطني كفيل بتجاوز عقبات موضوعية، ولذا فعلى الجميع التحلي بالصبر وطول النفس والانفتاح على كل الآراء فلا يتعصب فريق لرأيه أو تتمسك جماعة بما ترى وسيكون أصل الفائدة أن يرسخ الجميع مبدأ التداول والحديث وتشخيص العلل، فليس مطلوباً إدانة حزب أو إصدار صك بالغفران لآخر بقدر ما مطلوب وبشدة أن يعي الجميع أن الوطن بحاجة إلى إخلاص النوايا والجهود، وأن الظرف الذي جمع الجميع يمكن أن يكون بداية لانطلاقة صحيحة يتحمل فيها الجميع مسؤولياتهم بقدر تتساوى فيه كل الأطراف.
الفرصة سانحة لتقديم مؤشرات وتحديد اتجاهات الحوار في بعض القضايا وهى كثيرة تمتد من ملف السلام بدارفور  والمنطقتين إلى الحوار مع القوى السياسية الأخرى بالمعارضة والموالاة وليس انتهاءً بالراهن الاقتصادي والأمني، هذا إلى جانب حديث الساعة الإصلاح ويجب أن يكون البيان والمقال صريحاً، إذ لا يبدو مريحاً إطلاقاً  تقديم ردود لا تكشف أو تشف  في مثل هذه المناسبات يفترض رجحان لسان من يضبطون منفلت الرأي والحديث ويضعون الأمور في سياقاتها الصحيحة من أجل تقديم تنوير شعبي  مفتوح، خاصة في مثل هذه الظروف والتحديات العظيمة التي تواجه الجميع وما تفرزه من صناعة لبعض الخيالات وبث لمسموم القول والحديث ثم ضعيفه،  هذا بجانب أن الوضع السياسي الحالي بتفرعات وقائعه وأحداثه يحتاج إلى إعراب صحيح ممن يمثلون قمة الهرم السياسي بأحزابهم،  لاسيما أن الرسالة والمنشط برمته سيكون موجهاً  لأهل الداخل وبعض الأطراف بالخارج والحدث حدث كبير ومحضور.  
 اجتماع  أكثر من ثمانين  اسماً وتنظيماً  في الجمعية العامة للحوار الوطني إجماع مقدر لا يجب التقليل منه لصالح اختفاء حزبين أو ثلاثة   حبستهم تقديراتهم الذاتية والخاصة بهم، وقد سئم الناس كثرة التحفظات والرجاءات فهذا هو الحوار فمن شاء فليؤمن ومن رغب فليكفر ويجب ألا يتم الانتظار أكثر من هذا. ولأولئك نقول  في مثل هذه الظروف من الأفضل إحسان الظن بالظواهر وتغليب الصالح الوطني العام، وهذا كله لن يضر الذين انتظروا خارج الغرف وفي الأيام متسع لتأكيد أو نفي ظن كل طرف حسناً كان  أم قبيحاً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية