شهادتي لله

حوار "أمبيكي" (الوطني)..!!

{ تدولت بلا شك مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس “البشير” في خطاب (الوثبة) الشهير مطلع هذا العام.
{ صار “ثابو أمبيكي” رئيس آلية الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى الخاصة بالسودان هو الراعي للحوار (الوطني)، تسلّم زمام المبادرة بموافقة حكومتنا وترحابها، ورضا معارضتنا من (التحالف) إلى (الجبهة الثورية) وحزب الأمة، بل وإلحاحهم الشديد بأن يكون “أمبيكي” هو صاحب المبادرة، ولسان حالهم يقول كما قال المغني للرئيس “نميري”: (وإنت القائد.. وإنت الرئيس..)!!
{ ورغم التدويل الذي قبلته حكومتنا ومعارضتنا، فالأمل ما زال يحدو جموع الشعب السوداني بأن تثمر شجرة الحوار (الوطني) غض النظر عن صاحب ملكيتها.
{ لا أظن أن هناك أزمة في أن تكون المبادرة ملك المؤتمر الوطني أو ماركة مسجلة للاتحاد الأفريقي. الأهم أن تقود إلى حوار وطني مسؤول يفضي إلى ممارسة سياسية ديمقراطية محترمة.
{ صحيح أن المؤتمر الوطني ضيّع الفرصة بأن تكون المبادرة عملاً (سودانياً) كامل الدسم مطبوخاً في دهاليز قاعة الصداقة، ولكن الصحيح أيضاً أن لدينا ساسة سواء أكانوا في تحالف المعارضة بالداخل أو المؤتمر الوطني نفسه قد أدمنوا الوساطات والتدخلات الأجنبية، فلم يعد الاتفاق اتفاقاً إلا إذا رعاه “أمبيكي” أو “سيمبويو” أو “سالم أحمد سالم” أو “آل محمود” القطري!!!
{ والتحالف جزء من أزمة التدويل لأنه رفض دعوة القاعة وقبل دعوة الثورية للتفاهم مع “أمبيكي” في أديس، فمنعت السلطات الأمنية الأمين السياسي للتحالف “صديق يوسف” من الوصول إلى العاصمة الأثيوبية، بينما رفض دعوة توصيله إلى قاعة الصداقة بمقرن النيلين!!
{ لم يكن المؤتمر الوطني في حاجة إلى توسط “أمبيكي” لإطلاق سراح “إبراهيم الشيخ”، ولم يكن مضطراً لاعتقال “مريم الصادق”، ليروج اسمها في جلسات مجلس حقوق الإنسان بـ(جنيف) فيطلق سراحها بعد منتصف ليلة انعقاد المجلس!!
{ ليست هناك عقوبات متوقعة من مجلس (جنيف) حتى ولو دخل السودان تحت مظلة (البند الرابع)، ومن قبل ذهب قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2046) إلى مزبلة التاريخ، مع أنه كان مصحوباً بوعيد وتهديد بعقوبات صارمة إن لم يتم تنفيذ الاتفاق الإطاري (نافع – عقار) خلال ثلاثة أشهر!!
{ يجب أن نعترف أن بلادنا تعاني الأمرين كل ساعة بل كل دقيقة من غباء ساستها المفرط، حكاماً ومعارضين، واستجابتهم السهلة لطلبات (الأجنبي) أياً كان، وتطرفهم تجاه بني جلدتهم!!
{ وفي أديس يجلس قادة الجبهة الثورية كالتلاميذ في حضرة سفير أثيوبي فقير ربما يخدم بعض آل بيته في بيوت ساستنا وموظفي دولتنا، ليلقي عليهم محاضرات صباحية بكافيتريا فندق (راديسون) بأديس!!
{ ويفتح قادة (الثورة) السودانية أفواههم دهشة وعجباً من حكم ونصائح سفير أثيوبيا لدى (إيقاد) كما أورد الزميل “عادل الباز”، بينما عندهم من حكم وتجارب “منصور خالد” و”الترابي” و”سوار الذهب” و”عثمان السيد” الذي تعهد ثورة “مليس زيناوي” و”أسياس أفورقي” بالرعاية إلى أن وصلا إلى حكم الدولة العريقة بتسهيلات المخابرات السودانية ابتداءً من عهد الرئيس الأسبق “جعفر محمد نميري”!!
{ والرئيس “البشير” يسأل الرئيس “مليس” بعد الحرب الأثيوبية الإريترية: هل وافقتم على خريطة ترسيم الحدود مع إريتريا؟ فيجيبه الرئيس “مليس” ضاحكاً: نعم وافقنا.. ولكن السفير “عثمان السيد” غير موافق!!
{ و”عقار” و”عرمان” و”عبد الواحد” و”التوم هجو” لا يحترمون تاريخ ورجال وقيمة ومكانة هذا البلد العملاق، فيقبلون التلمذة تحت (بنبر) سفير أثيوبي، ويرفضون كل رأي يصدر عن رمز سوداني كبير باعتباره يعبر عن (السودان القديم)، بينما سودانهم (الجديد) تسرب دولة مستقلة فاشلة سقط فيها الآلاف قتلى بمدافع “سلفا” أو راجمات “مشار” بعدد يفوق ضحايا حرب الخمسين عاماً بين الشمال والجنوب!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية