أخبار

ود البدري

تعاني ولاية الخرطوم أزمة مرورية حادة ولافتة لحركة السير لأكثر من ثلاثة أيام حتى صار النزول إلى قلب العاصمة أو الخروج منها يتطلب صبراً بالساعات الطوال داخل المركبات والتقاطعات، لم يعد مفيداً مع الأزمة المرورية الخانقة اجتهاد ضابط أو تصريف جنود، علق الجميع بين الأبواق وحرارة الطقس، وسط حيرة تتصاعد كلما استفحلت المشكلة وتكررت لأنه لم يعد مألوفا أن تشهد الخرطوم مثل هذه الأزمات ولمدة أيام متتالية، فقد جرى العرف على أنها وإن حدثت تكون طارئة وليس أن تبقى دائمة.
شرطة المرور واضح أنها نزلت للمسألة بطاقتها القصوى، فقد انتشر جندها وضباطها يجتهدون لإحداث تنفيس في حركة السير، ولكن لم يكن للأمر معالجة وقد أشفقت على الشرطة فالطوفان وحالة التعقيد التي شهدناها وحجم الاستياء والضجر العام يجب ألا تحاسب عليه سلطات المرور، فالأزمة كما هي واضحة أنَّ الوقت قد حان للبحث عن انفتاح للعاصمة السودانية على امتدادات تنقل إليها الخدمات والوزارات والمؤسسات وهو الاقتراح الذي لم يفعل بشأنه أحد أو جهة تحركاً ملموساً وذا أثر فتحول الأمر إلى محض قرارات يتم التلويح بها في المناسبات ولا جديد بشأنها أبعد من هذا.
وطالما أن إخراج بعض المؤسسات من منطقة الوسط ونقلها للأطراف مقترح لا يُنفذ فلا سبيل إلا للعكوف على مقترحات قابلة للتنفيذ، وبصرامة وحماية قانونية. وأعتقد أنَّ المنطقة الممتدة من قاعة المقرن غرباً والقيادة العامة شرقاً ومنطقة السكة الحديد جنوباً والقصر الجمهوري شمالاً أن تكون هذه المنطقة كلها حيز الانتقال فيها بسيارات معينة أى بمعنى أن تكون آخر نقطة للتحرك بمركبة خاصة النطاق الخارجي لهذا الحيز وتتحول باقي المنطقة إلى فضاء يتم التحرك فيه بالمواصلات العامة أو سيارات وباصات تخصص للنقل العام لنقل المواطنين والمتحركين في تلك المنطقة.
نحتاج أفكاراً متنوعة ومختلفة وبلا حساسية، معقولة أو غير معقولة، لكن على ولاية الخرطوم بحثها كلها.. وشخصياً أعتقد أنه من الأسلم مثلاً – أقول مثلا – إن كانت الولاية تستقبل يوميا (كذا) سيارة ومركبة من خاصة وعامة تتجول في قلب المدينة فما المانع أن يتم تخصيص أيام معينة لمركبات معينة بمعنى تخصيص كل يوم لسيارات بأرقام معينة بحيث يمكن لي كمواطن أن أدخل يوماً بسيارتي الخاصة ويوما آخر تدخل عربتك وهكذا مثل هذا الاقتراح سيقلل الضغط على الوسط وتتحول الخرطوم إلى مثل أيام الأعياد والعطلات حينما تسهل في شوارعها الحركة أو مثل غالب الولايات التي لا تعرف الاكتظاظ والأزمات الضرورية وعموما فإنَّ استمرار الاختناقات المرورية بمثل هذه الصورة يتطلب اجتهاداً كبيراً ومقدراً.
وعلى كل حال فإن أسلم طريقة للوصول إلى مكان عملك أو دراستك باكراً وبلا إرهاق الخروج باكراً ومبكراً وود البدري سمين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية