النقّاش الفلسطيني "أبو سعيد شبهة علاقتي بـ"صدام حسين" أتت بي إلى "الخرطوم".. و(موية الزير) عندكم تساوي الخليج بما فيه":
إلتقته – آيات مبارك
إذا تأملنا هذه الحياة وقلبنا صفحاتها لوجدناها بيضاء خالية اللون والطعم، لذلك آثر البعض أن يمتهنوا تلوين ما يحيط بنا من جدران وفضاءات، فلم يختطفنا التعبير إلا عندما أدهشتنا الفرش والأوان الملطخة التي سكبها “غسان” محاولاً سكب قطرات من الفرحة على حياتنا.
الفلسطيني النقاش
عندما تذهب إلى أم درمان وتحديداً (حي الجامعة) بـ(الفتيحاب) ما عليك إلا أن تسأل عن (الفلسطيني) أو “أبو سعيد”، فهو النقاش الأشهر في عمل البوهيات، وعندما سألته عن أكثر أماكن عمله شهرة أجابني: بالإضافة إلى منطقة الفتيحاب (ناس كافوري): (دول أحلى ناس عندهم قعدة جبنة النسوان كلهن بيحكن عن شغل الفلسطيني)، وأنا “أبو سعيد” سعيد بذلك. ولكي نرى أثر النقاشة دعنا نتعرف على أشهر الأماكن التي قمتّ (بتسبيكها) فأجاب على الفور: التصنيع الحربي، القلعة الجوية، وزارة الداخلية – الاحتياطي المركزي، ولـلسيد/ مستشار رئيس الجمهورية “عبد الله مسار” و(مستشفى الذرة – مدني) وللدكتور “نصر الدين الوالي”، لم ينتبه “أبو سعيد” لشكل الدعاية التي عملناها له، فما زال يردد في أماكن عمله ولن يتوقف. ربما تكون الشهرة وقمة النجاح التي تبوأها هي التي جعلت “أبو سعيد” يأتي بالنجاحات ويترك البدايات، بدايات عمله بالنقاشة وأعمال الجير والبوهيات، فقال: (هذه المهنة ورثتها عن أبي وأهلي في “فلسطين”).
وطن بديل
ويحكي لنا “أبو سعيد” عن قصة حضوره إلى “السودان” من “السعودية” قائلاً: (هاجرت عائلتي من “فلسطين” منذ عام 1948م فكان ميلادي بـ”السعودية”.. لكن (يافا) في قلبي في (سُرتي) وليس (سُرتي) مدفونة فيها.. فقد كنت أحلق في الليالي الطوال لأتخيل ملاعب طفولتي الافتراضية وحجارة ملقاة كانت تنتظرني لأرشق بها العدو الصهيوني.. لكني أقمت بـ”المملكة العربية السعودية” إلى أن تزوجت من فلسطينية، لكن شاءت إرادة المولى أن تتوفى وأنجبت منها ابني “سعيد” إلى أن جاءت (حرب الخليج) في العام1991م وأُشتبه أن لديَّ علاقة بالرئيس العراقي “صدام حسين”، لكن ليست لدي علاقة به لا من قريب ولا من بعيد، ونتيجة لذلك حضرت إلى “السودان” عملت في كثير من المهن، آلفت السودانيين وأحبوني وأحببتهم إلى أن تمنيت أن أكون (سوداني)، وفي خاتمة المطاف تزوجت من (محامية سودانية).
خربشة كدايس
عملي بالبوهيات وخلط الألوان أعطاني مساحة كافية للراحة النفسية وحب العمل، وعندما كنت أقوم بأعمال النقش على الحوائط وعمل الأشكال كان الناس يقولون (إيش خربشة الكدايس؟؟!!)، إلى أن تغيرت ذائقتهم الفنية وأصبحوا لا يقبلون بسوى هذه الأشكال.
السودانيون في قلبي
وعن علاقته بالسودانيين قال “أبو سعيد”: معي عمالة سودانية كبيرة كلهم أبنائي في غاية الأمانة والنشاط وحب العمل.
{ هل صحيح السودانيين كسالى؟
-أبداً.. (إذا في قروش بشتغلوا)، لكن مشكلتهم متسرعين
ولديهم العصبية أي (بكوركوا) وما بقبلوا النصيحة.
{ اختلافات أثارت انتباهك بين الشعبين؟
– نحن الفلسطيني يتزوج وعمره (17) عاماً بمجرد ما يعمل بطاقة المواطنة، لكن السوداني لما يوصل الـ(35) يا دووبك يفكر يتزوج.
{ أكلة سودانية تحبها؟
– قراصة بالدمعة.
{ أكلة سودانية تذكرك أكلة فلسطينية؟
(البيض بالطماطم) تشابه عندنا أكلة الـ(جظ مظ).
{ لمن تسمع من الفنانين السودانيين؟
– “محمد وردي”.
{ أخيراً.. ماذا تقول للسودانيين؟
– أنا حبيت السودان كتير بتمنى أي سوداني مغترب يرجع لأن خيره وعمله بلاده أولى به، وبقول لكل السودانيين (موية الزير البتشربوا منه تساوي الخليج بما فيه).
{ ولأهل الثورة الفلسطينية؟
– ألف مبروك على الانتصار الرائع.. وليس بيدي شيء سوى الدعوة لله بالسفر لمعاونة أخواني والدعاء لهم بالانتصار.