ولاة مرشحون
وفقاً لتصريحات مسؤول حزبي بالمؤتمر الوطني ولاية الخرطوم فإن المؤتمر العام للحزب سيعقد في موعده المحدد (27) سبتمبر القادم، أي بعد نحو شهر أو أقل بساعات من اليوم، حيث سيستمع المؤتمرون إلى تقارير من الأجهزة التنفيذية والسياسية والحزبية والتشريعية.
وسيكون من ضمن مطلوبات ومخرجات المؤتمر رفع أسماء المرشحين لمنصب الوالي عن الحزب، والأخيرة هي ملمح مهم وكبير في عموم المؤتمرات الحزبية التي ستكون بالولايات. ووفقاً لكل هذا فإن المؤتمرات العامة هذه لن تكون نزهة وستكون صاخبة وذات ضجيج، ولن تخلو قطعاً من الاستقطاب وطلب الاحتشاد لصالح هذا أو ذاك.
هذه المسألة ستعطي المؤتمرات الولائية حضوراً إعلامياً ومتابعة لافتة، ولكنها تتطلب من المركز للحزب العام للحزب الحاكم وأجهزته الرقابية والضبطية جهداً مضاعفاً حتى لا تنحرف المسألة برمتها لتكون حرب أهلية تنظيمية بين الفرقاء المرشحين، وحتى لا يكون بند اختيار الوالي هو ركيزة النشاط وتهمل بقية الأجندة أو يتم المرور عليها بلا اهتمام وتحضير جيد، فيخسر الحزب منشطاً حيوياً ومهماً وجامعاً، ولا يخرج منه إلا كما يتخبطه الشيطان من المس من كثرة التجاذبات والضغط النفسي على العضوية حال احتدام الجدل حول مرشح بعينه أو جملة مرشحين.
لن تكون الخرطوم وحدها هي الساخنة، ففي ولايات كثيرة سيكون الأمر على أشده ولا استبعد أن يكون للمرشح فرحتان يوم أن يختاره الحزب – بعد معاناة – ويوم أن يتقدم رسمياً للترشح باسم المؤتمر الوطني مع بقية المرشحين من الأحزاب، فكثير من الولايات صبرت وصمدت لأربع سنوات حتى تحين هذه اللحظة الفارقة، للإطاحة بوالي صمد أمام المذكرات والتسريبات أو لتقديم آخر استن سنة ترشيح نفسه عبر الصحف، كما يحدث في زوايا وأطراف صفحات الصحف أو مجالس المناسبات الاجتماعية التي يتطرق فيها الحضور إلى هذا النجم المرشح، ويتطوع عادة أحد أعوانه بتقديم (حركة في حركتين) من باب أنه من الراسخين في علم ما كواليس الأمر بالبلاد !
ولايات دارفور ستشهد مؤتمرات ساخنة، فالجميع هناك (عشمان) وولايات الوسط لن تكون بعد اليوم وداعة مسالمة، وهكذا في باقي الولايات بالإجمال، ولو أن المؤتمر الوطني أحسن الترتيب ورفع وتيرة الانضباط الحزبي للأعضاء، وحافظ عليها ومارس ديمقراطية الرأي والرأي الآخر بحيوية كبيرة وترك الأمور لخيارات الأصوات والإعداد داخل المؤتمرات، ولو أحسن المرشحون والمرشحين معاً إدارة العملية بروح بعيدة عن الغرض والمصالح الشخصية والعشائرية، فسيكسب الحزب جولة تصفيات تؤهل له للمؤتمر العام حزباً قوياً متماسكاً، وإما حدث – لا قدر الله – العكس فستنتقل ذات الإشكالات وبقية ما علق بالنفوس إلى مؤتمر أكتوبر بشارع المطار والذي ينتظر أن يشهد المؤتمر العام والذي لن يكون أقل سخونة من حيث الأوراق والمطلوبات من مؤتمرات الولايات. ومن المؤكد والواضح أن أكتوبر المقبل سيشهد حدثاً كبيراً على صعيد تسمية رئيس الحزب ومرشحه للرئاسة.