أخبار

الحوار المجتمعي

الحوار المجتمعي الذي دشن بداياته أمس(الأحد)الأخ رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، توجه سيقوي حتماً وقطعا اتجاهات الحوار السياسي بين الفرقاء السودانيين بالبلاد والذي استوى حسب المتابعات على البدايات التي بعدها الانطلاق إلى أنشطة عملية تتجاوز بالجميع مرحلة التحضير العام، خطاب “البشير” بالأمس أتى كإسناد لمجمل خطاب الوثبة مؤمناً على ذات المعاني وإن شملت في الأخير موجهات عنيت القيادات والهيئات والكتل المجتمعية .وقد لفت نظري في قاعة الصداقة شمول الدعوة لكثير من الأطياف، فقد حضرت الطرق الصوفية والأكاديميون والمبدعون من شعراء وأدباء ومغنين. وبرزت منظمات المجتمع المدني من مختلف القطاعات وكانت الإدارة الأهلية مشاركة بحضور لافت اتسم بالقومية، وتمثيل كافة أرجاء البلاد حتى الأصقاع البعيدة.
هذا التعدد والحشد الشامل دلالة على اهتمام عظيم من الناس بمستقبل رعاية ومتابعة تطورات الحوار ومشروعه، وهو ما لفت نظر الرئيس ليقول إن الحضور الجامع برموزه المميزة يضفي على الملتقى طابعاً قومياً شاملاً ودفعة قوية في مسار الحوا، ليصدر بعدها توجيهاته لكافة مؤسسات الدولة والجهات ذات الصلة لإنجاح الحوار المجتمعي، وتقديم العون بالمعلومات والوثائق وفتح المنافذ وتهيئة الأجواء لإنجاح مداولاته، بما يقود إلى بناء الأمة ووحدة ترابها وتماسكها الاجتماعي، في هوية جامعة توحد رؤاها وتعزز استقرارها وتحقق تنميتها وتقدمها وهى جملة مقاصد وأهداف لا خلاف حولها وهى محل الإجماع والسند قطعا وبالتالي فإن الكرة الآن في ملعب تلك الرموز والفعاليات لتحريك ساكن مبادرة المجتمع، لينهض بدوره وقوله في ترتيب أفكار ومشروعات عمل للمرحلة المقبلة وبشكل لا يتقاطع مع المسار السياسي الخاص بالأحزاب في آلية الحوار الوطني أو خارجها .
وددت حقيقة لو فكرة الملتقى قامت على أن (يستمع) الرئيس لبعض أولئك الرموز،  وفي مثل هذه المناسبات تبدو سانحة كبيرة لإدارة حوار كبير ومباشر بين الرئيس وأهل المجتمع، حوار خارج أطر البروتوكول في سياق (ونسة) سودانية تتدارس هموم الحوار الوطني وتؤمن عليه وتقترح له المزيد من الإضافات، ثم يأتي رئيس الجمهورية ليلخص ويضيف ويحدث المراجعات بالإبانة والإيضاح والتعضيد. وللبشير قدرات فذة ومهارات عالية في الإقناع بالحضور العفوي في مواقيت الخطابة المرسلة والعامية، ولكن قد تبدو هذه فكرة قد تستكمل لاحقا ولكنها ملاحظة عنت لي وأظن أنها كانت ستجعل شكل الانطلاق أكثر اتساعا وستحفز القطاعات المجتمعية كلها على إثراء النقاش. وأعتقد أن الفرصة لا تزال مواتية لكي يدير السودانيون عبر مجالسهم المدنية والأهلية، حواراتهم المفضية لتأسيس مشهد وطني لصالح الوطن أولاً وأخيراً.
الصحافة يجب أن تكون هي الميدان الأول للحوار بالجملة، واعتقد أنها لا تزال تتعاطى في هذه القضية من باب أنها نشاط حزبي سياسي بحت. وهذا تصور بحاجة لأن تتسع أبعاده ليشمل أطرافاً أخرى في العملية، صوتهم مطلوب ورأيهم ضروري ومقترحهم غائب، وهؤلاء أغلبية صامتة حتى الآن لم تستنطق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية