(المجهر) تقف على تفاصيل الأضرار التي خلفتها السيول والأمطار بمنطقة «سنجة»
اجتاحت مدينة “سنجة” حاضرة ولاية سنار، سيول قوية، وضربتها أمطارغزيرة خلال الأيام الماضية، مما أدى إلى أضرار كبيرة، جراء سقوط عدد من المباني ببعض الأحياء وإغلاق بعض المدارس بالمدينة. ورصدت (المجهر) أكثر أحياء مدينة “سنجة” تضرراً وهي (حي القلعة، حي ود العباس، حي العشرة، حي خمسة بيوت، وحي الميعة.. ووقفت على تفاصيل الأضرار التي لحقت بالأهالي هناك من قريب.
} (أشربها ليكم يعني)؟!
وفي أول رد فعل من المواطنين على كارثة التي ألمت بهم، عبروا عن سخطهم من رد مسؤول رفيع في الولاية عندما تم إبلاغه بأن (الموية) حاصرت الأحياء.. إذ قال (أشربها ليكم يعني)؟!، الشئ الذي أثار حفيظة أحد الشباب محاولاً ضربه، ولكن تدخل بعض المواطنين وعملوا على منعه.
} الوالي يؤكد احتواء الآثار
والي سنار المهندس “أحمد عباس” قال إنه لم يتم بعد تحديد حجم الخسائر جراء الأمطار الغزيرة التي ضربت أجزاء واسعة من الولاية، موضحاً في حديثه لــ (المجهر) أن كمية الأمطار التي هطلت كانت كبيرة تتراوح ما بين (69) و(84) ملم خلال يوم واحد. لكنه أكد احتواء الآثار الناتجة جراء هذه الأمطار، وإغاثة المتضررين بمعينات تمثلت في (مشمعات وخيم )، وأكد أن عدداً من المدارس تضررت بالفعل.
} تضارب المعلومات
ونفى الوالي في حديثه لـ (المجهر) أن تكون هنالك سيول تضرر منها المواطنون، لكن وزير التخطيط العمراني ومقرر اللجنة للطوارئ بالولاية المهندس “علي المدني” قال إن المنازل التي تضررت جراء السيول والأمطار التي شهدتها الولاية مؤخرا، بلغ عددها (903) منازل بين انهيار كلي وجزئي، مؤكداً تصريف المياه من البرك والمستنقعات والمدارس. وقال إنه تمت معالجة وترميم الجسر الترابي جنوب مدينة “سنجة” الذي جرفته السيول المندفعة من أماكن بعيدة، فأدى ذلك إلى غمر مساكن المواطنين في الأحياء الجنوبية الغربية للمدينة.
} استقرار الوضع الصحي
وزير التخطيط قال إن الوضع الصحي بمدينة “سنجة” مستقر، فيما أعلن وزير الشؤون الاجتماعية “أحمد عجب” اكتمال المسح الاجتماعي وتصنيف الحالات لجميع المتضررين، وأعلن عن توزيع ألف جوال ذرة للمتأثرين بالأمطار والسيول كدعم عاجل، مؤكداً مواصلة الدعم المادي والعيني للمتأثرين، كل على حسب حالته، والمساهمة في بناء المنازل لمن فقدوا المأوى. بينما قال وزير التربية بالولاية “أحمد رمضان” إنه تم شفط المياه من المدارس التي غمرتها المياه – عشر مدارس – مشيراً إلى مزاولة مدرسة الإنقاذ الدراسة (الأحد) القادم، بعد أن تم تعليق الدراسة فيها لإيواء المتأثرين من الأمطار.
} شكاوى المواطنين
وشكا مواطنون استطلعتهم (المجهر) من آثار السيول وضيق المدارس التي تؤويهم، لأنها تحتوي على عدد كبير من المتضررين، وقالوا إن الباعوض انتشر بسرعة، وهو المسبب الرئيسي لمرض الملاريا، وأشاروا إلى عدم اهتمام الحكومة الكافي والمنظمات، وطالبوا بـ (ناموسيات) وبطاطين من أجل حماية الأبناء من البرد والبعوض، نافين أن تكون حكومة الولاية قدمت لهم الدعم الكافي وتوقعوا تفشي أمراض الكوليرا وبعض الأمراض التي تنتج من اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب. وقال أحد المواطنين لـ (المجهر) إن السبب في غرق حي ود العباس هو حكومة الولاية التي وزعت القطع السكنية بمحازاة خور كبير للمصرف العام، وهذه (القطع) التي تم توزيعها كانت أراضٍ زراعية، وأضاف: الآن بعض الأسر من أحياء القلعة قد تم إسكانهم في مدارس أساس وثانوي الحي.
هذا ولوحظ غياب تام للمنظمات المدنية داخل الأحياء المتضررة، باستثناء إفطار رمضاني واحداً نظمته المنظمة السودانية للحماية المدنية (مدد).