د.«مصطفى»: زيارة مرتقبة لـ«البشير» للقاهرة لاستكمال مباحثاته مع «السيسي»
أعلن وزير الاستثمار د. “مصطفى عثمان إسماعيل” أن الرئيس “عمر البشير” سيزور العاصمة المصرية القاهرة قريباً لاستكمال المباحثات مع الرئيس “عبد الفتاح السيسي” التي بدأت خلال القمة التي عقدها الرئيسان بالخرطوم مؤخراً.
وأكد الوزير “إسماعيل” في تصريحات بمقر الخارجية المصرية أن زيارة الرئيس “عبد الفتاح السيسي” مؤخراً للسودان فتحت الباب واسعاً للتنسيق في المجالات كافة بين الوزراء المختصين، والتنسيق على المستوى الثنائي والإقليمي والعالمي، مؤكداً أن هناك قضايا كثيرة جداً مشتركة بين البلدين تحتاج إلى المزيد من التنسيق وهناك قضايا إقليمية أيضاً.
فيما أعادت السلطات المصرية أمس (الاثنين) إلى السودان مبلغ (175) ألف دولار تم ضبطها مع موظف إداري يتبع للملحقية العسكرية في سفارة السودان في القاهرة. وقال الملحق الإعلامي بسفارة السودان بالقاهرة “محمد عبد الله جبارة” إن الملحقية العسكرية والمبعوثين لم يصرفوا مرتباتهم لأكثر من (6) شهور، مثلهم مثل غيرهم من الملحقيات والسفارات في الخارج بسبب تأخر التحويلات، وأنهم اتفقوا على أن يرسلوا من يحضر لهم هذا المبلغ من السودان. وذكر “محمد” أن المبلغ خرج من الخرطوم بطريقة سليمة. وقال: (إلا أن إجراءات مطار القاهرة تتطلب الإعلان عن المبالغ المالية التي تتجاوز المائة ألف دولار عند الدخول إلى مصر وهو الإجراء عينه المتبع في مطار الخرطوم حيث يمنع خروجها إلا بورق رسمي)، لافتاً إلى أنه لم يتم الإعلان عن المبلغ بسبب عدم معرفة الموظف للإجراءات.
ونبه “محمد” إلى أنه تم تدارك الأمر بتدخل سفارة السودان بالقاهرة والخارجية المصرية والاستخبارات العسكرية عن الملحقية في حل المشكلة مع جمارك مطار القاهرة وتم الإفراج عن المبلغ وعودته للخرطوم، مؤكداً أن المبلغ سيصل إلى مصر اليوم (الثلاثاء) أو غداً (الأربعاء).
وأشار “مصطفى” إلى أن لقاءات الرئيس “السيسي” مؤخراً بقيادتي السودان وإثيوبيا فتحت المجال واسعاً لتعاون إقليمي ينعكس على الاستقرار في المنطقة.
وتابع قائلاً: (بعد تشكيل الحكومة الجديدة في مصر ستكون هناك زيارات متبادلة بين الوزراء المختصين في البلدين لتحويل هذه العلاقة إلى مصلحة الشعبين والبلدين والمنطقة العربية).
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت زيارة “السيسي” إلى الخرطوم فتحت صفحة جديدة في العلاقات المصرية السودانية قال “إسماعيل”: (بالتأكيد الزيارة كانت مهمة جداً في وقت مهم جداً، وفتحت المجال واسعاً لتعاون يغطي المجالات كافة الاقتصادية والسياسية والأمنية، والاستثمار والتعاون في القضايا التي تخص السودان والمنطقة.
وأعلن الوزير أنه سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة افتتاح الطريق البري شرق النيل بين مصر والسودان، موضحاً أن افتتاح الطريق سيمثل نقلة وخطوة كبيرة جداً في حركة التجارة بين البلدين.
ورداً على سؤال حول ما رددته بعض وسائل الإعلام حول خروجه من السودان غاضباً بسبب الحوار الوطني السوداني نفى د. “إسماعيل” هذا الكلام جملة وتفصيلاً، وقال إن هذا الأمر غير حقيقي.
وفي ذات السياق أصدر الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد “الصوارمي خالد سعد”، أمس (الاثنين) بياناً توضيحياً حول ملابسات ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن أن سلطات مطار القاهرة ألقت القبض على ملحق إداري بمكتب الملحق العسكري بسفارة السودان في مصر.
وأوضح البيان “أن أحد موظفي الملحقية العسكرية تم تكليفه رسمياً وبمستندات رسمية بإيصال مبلغ (175) ألف دولار للملحقية العسكرية السودانية بالقاهرة، وبالفعل قام هذا الموظف بحمل هذا المبلغ، وعندما صعد إلى الطائرة سلمه لإحدى المضيفات باعتباره أمانة سوف يستلمها منها بعد وصول الطائرة لمطار القاهرة، وقد كان ذلك، حيث استلم الموظف أمانته وغادر الطائرة، فاعترضه أحد أفراد أمن المطار ليقول له أنت تحمل معك مبلغاً من المال واقتاده إلى مكتب الشرطة بالمطار فأبرز لهم الموظف مستنداته، وبين لهم الوجهة المعنية بهذا المبلغ المخصص لها من قبل الحكومة السودانية كاستحقاقات ورواتب وعمل”.
وأضاف البيان (أن سلطات المطار المصرية اتصلت بوزارة خارجيتها والتي أفادتها بأنها لا علم لها بهذا المبلغ، وأنها تتعامل وفق اللوائح، حينها تدخل الملحق العسكري السوداني في مصر، واستعان بإخوتنا في الاستخبارات العسكرية المصرية الذين قدموا له كل العون والمساعدة المطلوبة، حيث تم الاتفاق على إرجاع المبلغ المالي للسودان – وهو الآن بين أيدينا – ليتم إرجاعه لمصر وفق الأسلوب الافتراضي وبإخطار رسمي).
وتابع (إنه بالنسبة للكيس الذي كانت فيه النقود فهو ليس كيس قمامة بل هو كيس عادي من الذي اعتاد السودانيون أن يحملوا فيه أغراضهم، وليس هناك أي محاولة لتهريب المبلغ المذكور، بدليل أن موظف الملحقية كان قد سلمه في الطائرة للمضيفة واستلمه منها حين مغادرته الطائرة).