توريث "مريم"
} اختار الإمام الديمقراطي السيد “الصادق المهدي” ابنته الصغيرة د. “مريم” نائبة له في الحزب. ولم يختر حزب الأمة “مريم الصادق” لتنوب عن والدها الإمام في حزب يملكه الإمام “الصادق” وأسرته، وآل “المهدي” جمعيهم في حزب الأمة لا يشكلون نصف دائرة جغرافية.
} اختار الإمام “الصادق” ابنته د. “مريم” التي تسمى (المنصورة) في دوائر أصدقائها المقربين وصديقاتها في وسائل الإعلام، وهم يتوهمون نصراً لم يتحقق حتى الآن إلا بالتعيين في منصب نائب رئيس الحزب، لتجلس “مريم الصادق” مع اللواء “فضل الله برمة ناصر” كتفاً حذو كتف.. وربما في مقعد على يمين والدها الإمام كحيز مكاني. و”مريم” سلوكاً وثقافة موقعها جغرافياً يسار “الصادق” ويسار حزب الأمة!!
} صبراً يا د. “رشيدة عبد الكريم”.. ومهلاً يا ابنة “كمال عبد الكريم” (راوية).. الناشطة في مفاصل حزب الأمة.. فالدكتورة “مريم الصادق” أحق من كل نساء حزب الأمة بموقع نائب رئيس الحزب لوثائق التناسل والانتماء لبيت “المهدي” الذي يعلو في حزب الأمة على بقية البيوت (الشينة) على قول الوزير “علي محمود”.
} وكيف لا تصبح “مريم الصادق المهدي” نائباً لرئيس الحزب والإمام “الصادق” رجل حنون وعطوف.. محب لأسرته وعشيرته.. وحينما تتقدم بالإنسان سنوات العمر تفيض عواطفه نحو أسرته الصغيرة و(يرق) قلبه أكثر لبناته. وغريزة الأمومة في النفس البشرية طاغية على ما عداها من الغرائز!! والإمام “الصادق” بدا في السنوات الأخيرة عطوفاً حنيناً على عشيرته فظاً يضيق صدره بالرأي الآخر.
} وضع الإمام “الصادق” ابنته “مريم” أمام كل نساء الحزب ورجاله.. لا شريك لها إلا والدها الإمام في صياغة قرارات مستقبل الحزب.. وأهم قرار سيصدر في مقبل السنوات تنحي السيد “الصادق” عن رئاسة الحزب وتصعيد الأمير “عبد الرحمن الصادق” رئيساً للحزب.. وأن تبقى د. “مريم” “المنصورة” في موقعها نائبة لشقيقها “عبد الرحمن”، ود. “سارة نقد الله” في موقع الأمين العام للحزب، وتذهب إمامة الأنصار لأحد أفراد العائلة المهدوية!!
} الحزب الذي يتحفنا قادته كل يوم بالحديث عن شمولية المؤتمر الوطني ودكتاتورية “البشير”، يأتي بما عجز “البشير” عن فعله. في المؤتمر الوطني كتب الرئيس “البشير” بقلمه اسم شقيقه د. “عبد الله حسن أحمد البشير” في كشف الضباط المتقاعدين عن الخدمة، وحرمه من الترقية لرتبة الفريق. ذهب د. “عبد الله حسن أحمد البشير” للشارع بلا وظيفة في الدولة، والأطباء في القوات المسلحة تطول خدمتهم لسنوات للاستفادة من خبراتهم، ود. “عبد الله “طبيب حاذق لمهنته.. ولو كان الإمام “الصادق” في مقام “البشير” لطرد وزير الصحة “أبو قردة” من موقعه وعين شقيقه وزيراً للصحة!!
} المشير “البشير” الذي يدعي حزب الإمام “الصادق” أنه دكتاتور، هو من وضع قيوداً صارمة على أشقائه وحرمهم من حقوقهم كمواطنين سودانيين في تقلد الوظائف العامة.. والآن المهندس “علي حسن أحمد البشير” جدير بمنصب وزير الصناعة، ولكن “البشير” جاء بـ “السميح الصديق” من أقاصي غرب السودان وأسند إليه أهم وزارة اقتصادية في البلاد.
} البروفسور “إبراهيم غندور” نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ومساعد الرئيس فشل حتى اليوم في توظيف اثنين من بناته خريجات كليات الطب.. يصرف من جيبه على مصروفاتهن الشخصية .. لكن الإمام السيد “الصادق” لا يرى في ابنته المنصورة د. “مريم” إلا نائباً له.. وكل أب بابنته معجب.. ولكن هل جلست د. “مريم” في منصب نائب الرئيس بعرق جبينها أم بنسبها وحسبها!! ماذا ينتظر مثقفون مثل “محمد عيسى عليوة”.. ومثل د. “حامد البشير إبراهيم”.. ود. “إبراهيم الأمين”.. من حزب يرتقي فيه العضو للمراتب العليا بنسله لا بعطائه.. وبقربه من آل “المهدي” لا بجماهيره في الأصقاع والمدن .. مبروك يا (المنصورة).