أخبار

الشيوعي (خائن) وعميل

إحساس بالإحباط عظيم تملكني وأنا أطالع تصريحات منسوبة للدكتور “الشفيع خضر” القيادي بالحزب الشيوعي السوداني يدعو فيها من صحيفة (الشرق الأوسط) لفرض حصار جوي على ولاية جنوب كردفان، وقد كنت أظن أن للرجل عقلاً أكثر رجاحة من هذا.. “خضر” طالب بفرض حظر الطيران لحماية المدنيين ووقف ما سماها الهجمات الجوية التي يشنها الطيران الحكومي وعد الوضع في السودان قاتماً وفيه توتر كبير. وقال إن هناك محاولة لتوسيع رقعة الحرب لتشمل مناطق أوسع ! الحزب الشيوعي يسفر عن وجهه ليطالب بتكرار تجربة الحظر الذي طال العراق في أوائل التسعينيات على جبال النوبة وهو ما يعنى إقامة دوريات على مدار الساعة فوق المجال الجوي للدولة المستهدفة، وأحياناً تدمير مضادات الطائرات لذلك البلد !
السياسي المعارض المحترم ببساطة شديدة يطلب تسهيل كف أذرع وحضور الجيش السوداني وترك المجال الجوي لقوات أخرى تتحرك على حساب صاحب الأرض والذي على قواته التعرض للقصف والإجلاء لصالح المتمردين وحملة السلاح من عصابات الجبهة الثورية وقطاع الشمال، فهل بعد هذا القول خيانة يا سادتي وهل سمع أحدكم بمثل هذا؟، حزب معارض يستعدى المجتمع الدولي على جيشه ووطنه ويكون مقره مفتوحاً وداره عامرة وقادته الذين يأتون هذه الجريمة أحرار حلاقيمهم عريضة من الهتافات والتنديد بالحكومة.
أين قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية، وأين المواد المهددة للدولة وأين النصوص التي تحمي القوات المسلحة؟ وأين الناصحون لنا بأهمية الحوار وضروراته والذين صموا آذاننا بأهمية تهيئة المناخ من هذا القول العار على الممارسة السياسية وأخلاقياتها ولكن دعونا نقول إنه الموقف الطبيعي والمكان المعتاد للحزب الشيوعي السوداني والذي ما كان يوما في صف الوطن وتاريخه ملئ بالمواقف المخزية والخيانات الجهيرة منذ بدايات تكوينه الغامضة حينما وضع في التربة السودانية ليكون مشروعاً بل جرثومة لا تجلب سوى العلل والمصائب، ولهذا لم يكن عجبا أن يكون هو التنظيم الأول الرافض لمبدأ الحوار والمقلل من ايجابياته بل والساعي لنسفه.
وقد رأينا في مفاوضات السلام الأخيرة حول المنطقتين يحضر بخبرائه ونشطائه، كلما انفتحت نافذة لنور السلام أغلقها وكلما تقاربت الأطراف حضر خبيرهم وكبيرهم فنسف الأمر، وقد وضح يومها أن قطاع الشمال هو الجناح العسكري للحزب الشيوعي السوداني ولهذا لا يبدو غريبا أن يطالب “الشفيع خضر” باسم حزبه الخائن أن تفرض على السودان منطقة حظر جوي في جنوب كردفان لأنه يريد أن ينقذ (فرعه) العالق هناك بين ميمنة للجيش وميسرة للدعم السريع.
إن مقالة ودعوة الحزب الشيوعي هذه سقطة لا تغتفر، ومسلك يجب أن يحسم وبشكل أكثر قوة وصرامة مما لحق بالسيد “الصادق المهدي” والأستاذ “إبراهيم الشيخ” فهما لم يبلغا في الأمر ما بلغ (الشفيع) وليكف عنا الوسطاء وجارو الذيول من السياسيين وساطتهم لأنه لا وساطة في سقف حدود الأمن القومي التي خرقها الشيوعي وطار بسقفها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية