الديوان

السكرتيرة كاتمة الأسرار .. ومهدد الاستقرار

مهنة السكرتارية أشبه بتقارب البيضة والحجر لما بها من خطوط رفيعة قد تكون غير مرئية بين علاقة السكرتيرة بالمدير.. لذلك فإن كثرة التفاصيل تجعل هذه المهنة على مهوى قرط أو أو أقل من صفة الزوجة.
فكل ما يقال عن السكرتيرة وعلاقتها بالمدير قد يكون صحيحاً، أو خطأ، فإما أن يجد المدير سكرتيرة لعوباً تطيح بعقله وعملائه، أو وجدت السكرتيرة مديراً يتلهف لكل لفتاتها متتبعاً خطواتها وحركات أناملها، أو ثمة فتاة صارمة و(قلبها حار) كما يقول أهلنا خابت معها مساعي المدير وعملائه. ولماذا الاتهام موجه فقط تجاه الفتاة؟ رغم وصف المثل السوداني القائل (البت ما بحرسوها بي غفير.. بحرسا العفاف والقلب الكبير)؟ هل لأن المدير في يده القلم؟! أم أن نفس الأصابع موجهة للمدير؟! لذلك حاولنا في هذا الاستطلاع الإجابة عن بعض الاستفاهمات التي تجلس عليها السكرتيرة ونخلط الأوراق أمام منضدة المدير.
{ تسلط السكرتيرة
في البداية تحدثت إلينا “صفاء حسن” (سكرتيرة) قائلة: (في بداية عملي بهذه المهنة وجدت معارضة من الأسرة.. لكن وافقوا على مضض نسبةً لضغوط الحياة.. وقد تبدى لي ما خافوا منه منذ أول يوم فعدت أدراجي إلى المنزل وتوقفت عن البحث عن عمل لفترة طويلة، لكن يبدو أن هذه المهنة هي قدري المحتوم لأني عدت إليها وأنا أكثر قوة.
ويشكو “ح” (عامل) من تسلط السكرتيرة في مؤسسته التي يعمل بها وإدارتها لكل الأمور، فهي لديها الحق في فعل كل شيء ابتداءً من فصل من لا يدخل في مزاجها وتحفيز من يروق لها، بينما خرجت “ندى” عن إطار قضيتنا لتقول إن السكرتارية قبل هذي التفاصيل هي فن وعلم يدرس في الجامعات، لذلك يجب أن لا تحصر في هذا الإطار الضيق ومن يجيد هذه المهنة ويقدرها يستطيع الخروج من هذه المزالق.
{ المدير الاحتكاري
“م” (رجل أعمال) يقول: (نعم المدير متهم باستدراجه للسكرتيرة، لكن البنات عاطفيات زيادة عن اللازم، وأقل نوع من الاهتمام عندهم يتمحور حول الحب، وهناك المدير الاحتكاري الذي يعدّ السكرتيرة ضمن ممتلكاته الخاصة. لذلك فالأمر يحتاج إلى تقدير الأمور ووضعها في الميزان السليم، ويحتاج أيضاً إلى سكرتيرة ذات أفق واسع.
خلال طوافنا التقينا “ف” ( موظفة) فقالت: (تزوجت من زميلي في العمل، ساعدته إلى أن صار شخصاً يشار إليه بالبنان، وفضلت البقاء بالمنزل وقالت: (كانت مجرد رؤيتي للسكرتيرة تحيل المنزل إلى نيران جهنم.. بالمناسبة أي سكرتيرة بغير منها يعني غيرتي ما مرتبطة بواحدة معينة). وقد شنت “ف” هجوماً عنيفاً على الفتيات الصغيرات، سكرتيرات وخلافهن، بأنهن ينتهزن فرصة وجود الرجل معهن أغلب الوقت لاستدراجه.. (يعرسن هن ويخربن بيوتنا نحن).
{ وضع خطوط فاصلة
وحكت “مزدلفة” (سكرتيرة) عن تجربتها السابقة على مقعد السكرتارية بأن مديرها كان (مهجس) من الفتيات.. (كان يأمرني بفتح الباب مشرعاً كلما دخلت عليه أو كانت معه أية عميلة).. لذلك فالتصابي صفة ليست ملتصقة بأي مدير.
ثم التقينا “فضل الله كورينا” الذي تساءل مهاجماً: (لماذا تصبح المساومة بتلك الأشياء الغالية مقابل وظيفة شريفة مثلها مثل كل المهن؟؟
ولمزيد من الإفادة حول تلك المهنة التقت (المجهر) بالباحثة الاجتماعية “سامية فضل” التي قالت إن مهنة السكرتارية تفرض تفاصيل معينة تؤدي إلى تحول العلاقة من مدير إلى (عشيق) أو (زوج)، لكن حتى ندرأ شر هذا التقارب علينا التمسك بالرسمية في التعامل ووضع خطوط فاصلة والتمسك بالتقاليد.. وكل هذه الأشياء تعود إلى تربية الطرفين والمحاذير الأسرية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية