أخبار

تنازل "سلفاكير"

تكاثفت الضغوط الداخلية والخارجية على صاحب القبعة الزرقاء.. وحاصر الأصدقاء والممولون والمانحون الجنرال الذي خرج لتوه من معركة تقرير المصير، ليواجه معضلة بناء الدولة ودفع استحقاقات الذين وقفوا مع الجنوبيين أيام عسرهم ونضالهم وكفاحهم من أجل الاستقلال.
وقبل أن يستريح الرئيس “سلفاكير” من وعثاء المعارك الداخلية.. ويمسك بتلابيب الحركة الشعبية الحاكمة والدولة، اندلعت في ثياب حكومته حرب بين المناضلين السابقين والثوار الذين استبدلوا الخنادق بالفنادق!! هددت حرب (النوير) وجود “سلفاكير” في سلطته وكادت أن تفقد حكومة الجنوب سيطرتها على نصف البلاد، ليشرب “سلفاكير” من كأس تجرعته حكومات الخرطوم المتعاقبة بفعل التمرد الذي كان الرئيس “سلفا” واحداً من قادته ورموزه.
والآن يشرب من كأس شراباً كان مذاقه زمهريرا.. أخذ “سلفاكير” على عاتقه تقديم التنازلات حفاظاً على سلطته ونزولاً لرغبات الوسطاء والمبعوثين، أطلق سراح قيادات متهمين بالضلوع في التمرد والتخطيط للانقلاب عليه.. قبل تقديمهم للمحاكمة.. وانتقل بعض من هؤلاء السياسيين من السجون إلى الفنادق في “أديس أبابا” معارضين ومناضلين.. وبقي البعض في “جوبا” يستقبل الأجانب والمبعوثين يطعن في شرعية الحكم ويسعى للإطاحة بالرئيس (المسكين).. وقديماً قال د.”الترابي” وهو أحسن من يقرأ عقلية الرجل الغربي، إن التنازل والتساهل مع هؤلاء لا حد له.. إذا تنازلت من شبر طالبوك بذراع وإن تنازلت عن ذراع طالبوك بأمتار.. وإن تنازلت عن أمتار تاقوا لتتنازل عن كيلو متر من الأرض!
وبعد إطلاق سراح المعتقلين.. لم يقدم المتمردون حاملي السلاح أية تنازلات من أجل السلام بل تمادوا في شروطهم ومطالبهم.. حتى أقبلت الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي تحمل عصاها (تهش) بها حكومة “سلفاكير” الشرعية والتي ألغت قمة لدول المنطقة كان مقرراً أن تلتئم في مدينة “جوبا” من أجل حل الأزمة. ولكن للولايات المتحدة موقفاً ورأياً في القمة، وهي ترفض أي دور لدول المنطقة وتسعى للاستئثار بالحل لوحدها.. وأذعن الرئيس “سلفاكير” لضغوط “واشنطون” بإلغاء قمة (السبت) الماضي (مجبوراً) وخاضعاً للسادة الأمريكان، ليأتي بعد الوزير “جون كيري” السيد الأمين العام للأمم المتحدة.. ليثبت حقيقة قديمة أن المنظمة الدولية قد أصبحت ذراعاً للولايات المتحدة الأمريكية تستخدمه كيف شاءت ومتى أرادت!! وأرغم الرئيس “ٍسلفاكير” على لقاء المتمرد “رياك مشار” اليوم أو غداً في العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا”.. ويوم (الاثنين) الماضي تحدث الرئيس “سلفاكير” للكينيين قائلاً إنه مستعد للتنازل عن منصبه كرئيس للدولة، من أجل تحقيق السلام وحفظ الاستقرار في دولة الجنوب.. فهل بعد أن (أغرى) الرئيس “سلفا” خصومه بالتنحي (سيتركونه) يتخلى فقط بسلامته، أم يفرضون عليه شروط المنتصر ويلاحقونه بالإدانات وتهم الإبادة وقتل الأبرياء.
أي نفس سوية وقلب به نبض يشعر بالتعاطف مع الرئيس “سلفاكير ميارديت” وهو يخوض معركته مع الغرب ووكلاء الغرب داخل دولته، ولا يجد الآن الرئيس “سلفاكير” سنداً ولا عضداً ولا صديقاً يكف عن طمع الطامعين وبتربص المتربصين!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية