أزمة بلح
ما زال الأستاذ “حسين خوجلي” يواصل بكائياته على بلح الشمالية، ويطالب الناس بشراء (كيس) من البلح لإنقاذ الشمالية من مجاعة مدمرة تحل بها، بالطبع أهل الشمالية يضحكون عندما يقرأون هذا الحديث، فالشمالية لم تعد تعتمد على البلح إطلاقاً منذ “صديق عبد الرحيم” في القولد – الآن يا أخ “حسين” الشمالية تستعد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح لكل السودان (أكرر لكل السودان)، كما أنها حققت الاكتفاء الذاتي وفائضاً من الفول الذي يتناوله (كل السودان) في وجبتين يومياً. وبالمناسبة الشمالية الآن لا تهتم بالبلح وهو ينبت كل عام لأن النخيل باقية في مكانها ولكن لا أحد يعتمد عليه. والآن الشمالية تعتمد على تصدير (الموالح) من الفواكه إلى دول الخليج، وهي أيضاً تزرع البصل والبطاطس وتصدرها إلى أم درمان.
يا أهل الشمالية لا تلتفتوا إلى ما يقوله “حسين خوجلي” واهتموا بتنفيذ برنامج الاكتفاء الذاتي من القمح، كما وعدتم وليس ذلك غريباً عليكم. فقد حققتم ذلك من قبل وليصرخ “حسين خوجلي” كما شاء، فهذا لن يعيد البلح لمكانته السابقة.. (قال بلح قال). فأنت يا “حسين” مشكلتك أنك تأخذ معلوماتك عن الشمالية من كتب الجغرافيا القديمة، ويمكنك الحصول على كل إجابة لتساؤلاتك لو ركبت (بص الشمالية) واتجهت شمالاً وفي ساعتين فقط ستكون في قلب الشمالية، وستكتشف شيئاً عجيباً وهي أن آلاف النخيل لا تجد من يهتم بها وأصبحت ديكوراً. وهذا حال الدنيا بالله عليك يا “حسين” أترك أهل الشمالية في حالهم حتى ينقذوك من المجاعة، لأنهم أقسموا على تحقيق الاكتفاء الذاتي خلال عامين. أترك بلح الشمالية واهتم بما ينفع الناس، ولا تضيع وقت الناس في قضية لم يعد لها وجود.
{ “غازي صلاح الدين”
د.”غازي صلاح الدين” رجل نظيف ولأنه كذلك لهذا يصادف العقبات أينما توجه، وهو نموذج مشرف للإسلامي الصحيح. منذ أن انشق عن المؤتمر الوطني لم يسيء لأي أحد فيه، وأتمنى عودته بسرعة ليلتحق بإخوانه وتستمر مسيرة الجهاد التي بدأها منذ أوائل التسعينيات. آخر الأخبار تقول إن آلية فض النزاع الأفريقية لمشكلة المنطقتينن طلبت التحاق “غازي” بها وهو لن يتردد في كل ما يفيد السودان.
{ فدان وفدان
فدان القمح في الشمالية ينتج (20) جوالاً بينما نفس الفدان في الجزيرة ينتج (6,15) جوالاً، هل عرفتم الآن لماذا تصر الحكومة أن الشمالية هي المنقذ من المجاعة. من هذا المنبر أدعو الفريق “بكري حسن صالح” النائب الأول بالإسراع في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، ولا يلتفت لبكائيات البعض على البلح.
{ طرق ضيقة
مازالت الطرق البرية في السودان تحصد كل يوم العشرات لأنها ضيقة جداً، ولازالت الحكومة تقول في (العجلة الندامة)، ولن تتجه لتوسعة هذه الطرق إلا بعد أن يصل عدد القتلى إلى ألف يومياً (أصبروا شوية)، الحكومة لديها حل جذري لهذه المشكلة وهي إفناء السكان عن آخرهم وبهذا تكون حلت المشكلة نهائياً.
{ بين “أم درمان” والشمالية
المسافة بين الولاية الشمالية وأم درمان لا تزيد عن ساعتين فقط بالبصات هذا إذا لم يقع حادث، ولكن مازال البعض يتعامل مع الشمالية على أساس أنها تحتاج لسفر يستغرق ثلاثة أيام، كما كان الحال في الثلاثينيات والأربعينيات أيام القطار والبواخر. لماذا لا تنظم رحلات لطلاب المدارس لزيارة الحقول في الشمالية والحديث إلى المزارعين، حتى يطمئنوا أن هذا السودان لن تصيبه مجاعة وأنه مرشح لإنقاذ كل أفريقيا منها.
{ أبقار (الأمبررو)
قبائل (الأمبررو) جاءت إلى السودان من غرب أفريقيا وهي رعوية نشطة علمت السودانيين كيف يرعون الأبقار، هذه القبائل لا تجد أي اهتمام من الجهات الرسمية، مع أن لديها آلاف الرؤوس من الأبقار والرعاة يقيمون في العراء بالدمازين. والمعروف أن أبقار (الأمبررو) بحجم كبير تكاد الواحدة منها أن تساوي بقرتين، فلو وجدت رعاية طبية مستمرة وعلفاً دائماً في أوقات الجفاف، لأصبح السودان أكبر مصدر للحوم الأبقار في القارة. الآن تمضي الأمور بالتساهيل ولا أريد أن التفت يوماً ولا أجد أبقار (الأمبررو) بيننا، يمكن تجميع (الأمبررو) وماشيتهم في مزارع ضخمة يوفر لها العلف وتتفرغ للإنتاج.