كواليس..!
ليس هنالك ما يدعو للدهشة.. الأشياء هي الأشياء.. والأخبار هي الأخبار.. فالذي حدث هو أن لا أحد أصبح يكترث.. ولا أحد يعنيه كثيراً الذي يحدث في الكواليس.. إنهم يطبخون أشياء لا علاقة للناس بها.. فالناس لا تريد أن تعرف شيئاً.. لأن ما ستعرفه ليس بالضرورة هو الحقيقة.. ولأن ما سيحدث لن يكون مدهشاً!
يتحدثون عن اغتصابات.. انفلاتات.. صراعات.. مكايدات.. انشقاقات.. تشظيات.. كل هذا يحدث ويتحدثون عنه.. كل هذا يتكرر ويحتل العناوين البارزة في الصحف اليومية ونشرات التلفزة.. ثم ماذا بعد؟! هل يتغير شيء؟!
الناس بعيدون عن هذا الذي يحدث.. رغم أنه قريب جداً منهم.. ورغم أن الرصاص الطائش قد يصيبهم.. ورغم أن الجغرافية قد تتقلص بحيث تصبح دارفور هي الخرطوم وجوبا هي سواكن..هم يعرفون ذلك ولا يكترثون.. ثمة شيء آخر ينتظرونه إذن!
غداً حين تدشن الصحف حزمة جديدة من الأخبار التي لا تسر.. سيتواصل سيناريو عدم الدهشة.. لكن ذلك لن يستمر طويلاً.. حين يزاح الستار عن الكواليس ويصبح كل شيء واضحاً ومكشوفاً.. ويختلط من كانوا بالداخل مع من هم بالخارج.. ويتحول الجميع إلى جوقة تحيطها كواليس مضاءة تماماً..!
الناس التي لا تعنيها الكواليس كثيراً بعد أن انقشعت عنهم الدهشة.. حتماً سيتورطون في كالوس ما.. وحتماً سيجدون أنفسهم شركاء في الأحداث وجزءاً من الأخبار اليومية.. وعليهم آنذاك أن يندهشوا.. حيث الدهشة لابد أن تعود يوماً!
أما الآن.. فمازالت ثمة مسافة ولو ضئيلة بينهم وبين الكواليس..لذلك فهم لا يتورعون عن ممارسة (الطناش) والسباحة عكس التيار.. هروباً من فكرة المشكلة والمحنة…!.