شهادتي لله

"سلفا".. هل يقلب الطاولة باستفتاء (العودة)؟!

} كشف الرئيس “البشير” معلومة على درجة عالية من (السرية) و(الحساسية) و(الخطورة)، عندما أكد خلال مخاطبته لقاءً إعلامياً بدار نائبه السيد “حسبو محمد عبد الرحمن” مساء أمس الأول، أن (الجنوبيين) طلبوا عودة (الجنوب) لحضن الوطن الواحد (السودان)، لكن الرئيس رأى أن تتم استشارة الشعب السوداني عبر (استفتاء) لتحديد القرار..!!
} “البشير” لم يحدد الجهة (الجنوبية) التي قدمت هذا الطلب، ولكن بالتأكيد فإنها جهة (رسمية)، وبما أن الرئيس لا يجري محادثات إلا مع (نظيره) الرئيس “سلفاكير”، فإن المنطق يقول بأن الأخير هو الذي دفع بطلب الوحدة، ولكن لا يُعرف مدى (جدية) الفريق “سلفا” في طرحه، ومقدار التأييد (السياسي) لهذا الطرح (التأييد الشعبي نعرفه، لأن الانفصال – أصلاً – كان عبارة عن عملية (اختطاف) لشعب الجنوب بموافقة حكومة السودان والمجتمع الدولي)!!
} ولكن ما يحيرني هو لماذا كان رد “البشير” بإجراء استفتاء لشعب السودان؟!
فالحقيقة أننا لم نُستفتَ – كشماليين – في تقرير مصير (الجنوب)، بل كان الاستفتاء (حصرياً) على (الجنوبيين)!! فما الذي جد – الآن – ليتم استفتاء (الشماليين) في عودة (الجنوب) لحضن الوطن؟! هل طالب (الشماليون) بفصل إقليم (جنوب السودان) يوماً..؟! في أي مؤتمر عام.. أو جمعية عمومية.. أو انتخابات أو استفتاء تم ذلك؟!
} لا أظن أن بعض (مئات) أو قل (آلاف) من عضوية منبر انفصالي (شمالي)، يمثل رأي أكثر من (ثلاثين مليون شمالي).. (30) مليوناً!!
} الغالبية العظمى للشعب السوداني الذي نعرفه وعلى ترابه قمنا، وبين أحضانه نعيش، حزينة حد الحزن، ومتأسفة غاية الأسف على انفصال جزء عزيز من هذا الوطن الكبير، بل إن أحزاباً وقوى سياسية عديدة، وقطاعات شعبية واسعة صارت تحمل مسؤولية هذا (الانفصال) لحكم الرئيس “البشير” وحزبه (المؤتمر الوطني) وتعتبر الحدث المؤلم، جريمة سياسية كبرى (لا) تُغتفر.
} إن كان الرئيس “سلفاكير” جاداً في طلبه، ولم يقل ما قاله لتزجية الوقت، وترطيب أجواء التوتر بين “الخرطوم” و”جوبا”، فليعلن عن (استفتاء عام) في جمهورية (جنوب السودان) لتحديد خيار شعب الجنوب، العودة للوحدة، أم الاستمرار في الانفصال، وفي رأيي أن فعلاً كهذا – لو سمح بتمريره الرئيس اليوغندي “يوري موسفيني” راعي حكومة الجنوب – فإنه سيخرج “سلفاكير” من مأزقه الحالي، ويشغل متمردي الجنوب بقيادة “مشار” و”باقان” بجدل سياسي (مصيري) واسع وساخن.
} “سلفاكير” يتعرض – الآن – لضغوط دولية كثيفة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لإخلاء مقعد الرئاسة والتنحي لصالح حكومة (قومية انتقالية) تؤسس مصالحة (سياسية) و(قبلية) في الجنوب، فإن فاجأ الجميع بالشروع في مشروع استفتاء العودة للوطن الكبير، لقلب الطاولة على وجوه الأمريكيين والأوربيين والمتمردين عليه، وملأ الدنيا وشغل الناس!!
} غير أنه لن يفعل..!!
} سبت أخضر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية