أخبار

ضربة بداية

يلتئم اليوم حشد القوى السياسية الحكومة والمعارضة في لقاء كبير ومرتقب للتداول والنقاش حول ترتيبات المرحلة المقبلة من الحوار من حيث الآليات والأجندة والطرائق، والأهم من هذا مقاصد خلاصاته على محاور الوفاق الكامل، وتجاوز مرارات ما سبق من إحن وثارات تأهيلاً للوطن، ودعماً على تجاوز صعاب المرحلة الراهنة بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والأمنية.
ليس مطلوباً من لقاء اليوم ترسيم كامل الملعب، الحوار عملية طويلة وشاقة، ولا يتوقع أحد أن مجرد الالتقاء تحت كنف الرئاسة أو مبادرة المؤتمر الوطني كفيل بتجاوز عقبات موضوعية؛ ولذا فعلى الجميع التحلي بالصبر وطول النفس والانفتاح على كل الآراء فلا يتعصب فريق لرأيه أو تتمسك جماعة بما ترى، وسيكون أصل الفائدة أن يرسخ الجميع مبدأ التداول والحديث وتشخيص العلل، فليس مطلوباً إدانة حزب أو إصدار صك بالغفران لآخر، بقدر ما مطلوب وبشدة أن يعي الجميع أن الوطن بحاجة إلى إخلاص النوايا والجهود، وأن الظرف الذي جمع الجميع يمكن أن يكون بداية لانطلاقة صحيحة يتحمل فيها الجميع مسؤولياتهم بقدر تتساوى فيه كل الأطراف.
ستقاطع بعض الأحزاب اللقاء، وستقلل أخرى من جدواه، وستأتي ثالثة وتشارك وتبشر، وليس مسموحاً بدمغ الأولى بأنها خائنة ولكن لنقل إنها مترددة أو تتوجس، وليس بالقدر ذاته يفترض وصف الأخرى المشاركة بأنها مدجنة وتقود مخططاً لصالح النظام، كل الخطط والمخططات يجب أن تكون لصالح البلاد ولشعبها، فما عاد في الوقت من متسع ولم يعد في قوة التحمل من حيز للاصطبار على هفوات التجريب والمشاكسات، وقد آن الأوان لهذا السودان أن ينصرف إلى السلام والوئام، فكفانا حروباً وخلافات إن شقي الزعماء ببعضها فإن المواطنين يشقون بها كلها ويعانون ويدفعون الثمن من كريم عيشهم ودماء أبنائهم وحرماتهم.
لقاء اليوم يجب في كل الأحوال أن يكون ضربة البداية لعملية تشكيل جديد لواقعنا السياسي والحزبي الذي إن صلح استقام عود الأداء العام، ومن اللازم أن تترفع كل القوى المشاركة عن صغائر الانتصار للنفس وعليهم بالنظر إلى الأبعاد القومية والوطنية الجامعة، فليس عيباً أن أتنازل عن حقي ولو لبعض حين من أجل الآخرين، ومطلوب بذات القدر من المؤتمر الوطني أن يكون الأحرص على إنجاح ثمار مبادرته ويحمد له أنه من دعا ورتب وليكمل مسيره بأن يكون عند حسن الظن به وليطرح تنازلات مناسبة، لأنه في كل الأحوال سيؤكد عزمه على أهمية منح تغييره أبعاداً إضافية من القوة والتميز وأنه صادق العزم على ما طرح وقال عليكم بالصبر، وعلينا كمواطنين بصبر أكثر، وطالما أن الجميع قد اتفق على ممارسة حضارية مثل الحوار والأخذ والرد بالحسنى فإن هذا في حد ذاته ابتدار مناسب لأنه في كل النهايات أفضل مائة مرة من لغة العنف والإقصاء والتي لم تكسبنا إلا الأحزان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية