الفاروقيون
أحد كتبة المعارضين وحاملي مباخرها والساجدين بهياكلها والراكعين على أبوابها تمجيداً لهرم عجوز أخذته حمية وعصبية للدفاع عن “فاروق أبو عيسى” الذي أعتقد الكاتب أننا تطاولنا على قامة “أبو عيسى” التي يراها نخلة باسقة ونراها نحن غير ذلك.. وقد تساءلنا عن أي حزب ينتمي “فاروق أبو عيسى” هل هو عضو في (الحزب الشيوعي) أم في (حزب الأمة) أم في (الاتحادي الديمقراطي)؟؟.. الرجل ظل يحمل لواء المعارضة والحديث عن قوى الإجماع الوطني دون أهلية تجعله يقود معارضة في مركبها شخصيات لها ثقلها الجماهيري في ميزان الانتخابات مثل السيد “الصادق المهدي” و”د. حسن الترابي”؟؟ وكيف يستقيم منطقاً وعقلاً أن يصبح “فاروق أبو عيسى” رئيساً لـ”الصادق” و”الترابي” و”الميرغني”.. لولا المهازل في بلادنا!!
عندما تساءلنا عن منزل “فاروق أبو عيسى” فقد أساء ذلك الكاتب المعارض وظن أننا نرمز لبيت “فاروق أبو عيسى” بمعناه المادي!! والرجل كان نقيباً لاتحاد المحامين العرب لسنوات طويلة، وسخّر منبر الاتحاد لخدمة المعارضة التي كانت في المنافي الاختيارية، و”أبو عيسى” محامٍ قديم منذ ستينيات القرن الماضي ويملك ثروة مالية تجعله قادراً على شراء منزل في أية عاصمة من عواصم الدنيا القديمة والجديدة، وما أكثر أثرياء المعارضة في بلادنا، ولكن رمزية البيت بالمعاني.. فـ”الصادق المهدي” يدخل العابرون والقادمون و(الماشون) منزله بدون ميعاد.. و”الترابي” تخرج من منزله في كل يوم وجبات الإفطار والغداء والعشاء لضيوفه من العامة والخاصة، ود.”نافع علي نافع” أبواب منزله مشرعة طوال اليوم تستقبل الضيوف، ومنزل القيادي الأنصاري “نقد الله” بلا أبواب.. تلك هي البيوت التي نعنيها.. فهل “فاروق أبو عيسى” من أمثال هؤلاء؟؟ أم من المثقفين الذين يتأففون من عامة الناس؟؟
إذا كان “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية الأسبق قد زار “فاروق أبو عيسى” لأسباب اجتماعية، فقد عرف “علي عثمان” بالتواصل مع كل أطياف المعارضة والشعب السوداني.. ولكن إذا كانت الزيارة لأسباب سياسية.. فمن حقنا أن نتساءل ماذا يمثل “فاروق أبو عيسى”.. وهل للرجل حزب ينتمي إليه.. أو قاعدة اجتماعية يسند عليها ظهره؟؟.. بالطبع “أبو عيسى” ليس زعيماً قبلياً مثل ناظر (البطاحين) أو (الشكرية) في “القضارف”، ولا مثل “ود مادبو” في “الضعين”، ولا يقود حتى حزب منشق مثل “د. أحمد بابكر نهار” الذي استطاع أن يكسب عدداً من المقاعد في البرلمانات الولائية، ولا مثل “الزهاوي إبراهيم مالك” أو (منبر السلام) حيث يستحيل أن تفرز أية انتخابات تجرى في السودان فوز “فاروق أبو عيسى” بدائرة جغرافية لا في “الخرطوم” ولا “ود مدني” ولا “سودري”، لأن أهلنا في “الجزيرة” كما يقول “حسين خوجلي” يسألون دائماً (الزول شنو نفرو)، ولا يملك كُتاب المعارضة إجابة واضحة.. ولكن مثل “فاروق أبو عيسى” يستطيع الوصول للسلطة عن طريق الحكومات الانتقالية التي يتم تكوينها وفق افتراضات جزافية اعتباراً لما كان أو يكون!!
تلك هي حقيقة “فاروق أبو عيسى” الشيخ الذي أكل أكثر من خريف ولا يزال يأمل في أن يعيش زماناً غير زمانه.. أما بقية ما أثاره كاتب المعارضة الكبير مما لا يستحق الرد!!