أنت عالمي الخاص
للكتابة الآن حس مختلف، وللقلم عشق غير مسبوق لمصافحة الورق.. فالعالم الآن حولي كله أنت، وعقارب الساعة تذكرني كلما تسرب النسيان إلى أزقتي أن الوقت يمضي وميقات قادم يزحف ببطء نحوي!!
الساعة الآن أنت تماما ًبتوقيت قلبي، الأطباء الذين داوموا على الحضور في أيامي الفائتات جميعهم يغادرون غرفتي ليعودوا إليها مرة أخرى، وأنت تعود عبر ذاكرتي حين كل مغادرة ولكنك لم تأت بعد!!
النعاس الذي تسرب نحو جدار الجسد قاصداً سلبه كامل وعيه، والجو الذي ارتدى البرد سترة واتجه عبر ثقوب الجسد، كل هذه الأشياء تذكرني بأنك لست هنا، ولكنك هنا!!
أنت هنا في القلب وإيقاع الساعة وترانيم الأطفال التي تخترق آذان الصباح حينما تطل أصواتهم عبر اتساع فناءات المدارس!!
أجراسهم التي يجب أن تذكرهم بموعد الوجبة يذكرني بانتظارك الذي يستعد للحياة كلما مات في لحظة لقاء!!
كأن الجو الذي يعتري غرفتي يؤلب الذاكرة على الحنين!!
الحنين!!
أليست هذه هي المفردة المترعة بالإحساس التي جذبتني نحوك دون إرادة مني؟؟
أليست هي ذاتها المفردة التي لا تحتاج سوى نقطة واحدة أسفل ثالث حرف بها لتكتمل صورة الإحساس الذي يعتريني من أول تاريخ ولجت أنت به عالمي!!؟
أجل
فإنا نموت بك في رحم أمي منذ أن كنت جنيناً في رحمها الحبيب!! لذا استحلفك بالله أن تظل معي في أي بقعة من الأرض والتراب، لأنك أنت الوطن!!
لذا
دعني أرتب الأنفاس على إيقاع مجيئك، وأخبر عنك النبض ليصطف قبل أن تعانقك الشرايين!!
و
شيل أهلك معاك
قبال ما سافر
الشوق ما بإيدك خليو يجري دافر
الليل خليو عازف إيقاع بالحوافر
واللحم آبتلب ويجري من الأضافر
أهلك ما حبيبتك وما طين الجروف
ولا فجعة وداعك ومهزلة الظروف
أهلك يعني وطنك والقلب الولوف
وناس يدوك عيونهم شان بيهن تشوف
وأنا كلما أعددت وليمة لعرس القصائد أجدك الأهل والعرس والفرح!!
فيا أهلي وموطني!!
المسافات التي تعتلي الوصل وتؤلمه تؤلم خافقي جداً !!
لذا كن هنا
حتى تعاود الحياة مجيئها وتؤوب !!
وأثوب أنا من رحلة الغياب هذه ونلتقي في مكان ما غير قلبك وقلبي..
هذا الفرح الذي يعتريني عشقاً (يكفي العالم وزيادة) فقط كُنْ هنا معي، لتستمر رحلة الفرح!!