أخبار

داعية يضع "السيسي" في مرتبة "هارون" و"موسى"!!

أحد الفقهاء والدعاة لهذا الزمان كان يتحدث لقناة فضائية سجلته بعض وسائل الاتصال الحديثة، وبثته بغرض التواصل بين المجموعات، شبه هذا الداعية الرئيس المصري المرتقب “عبد الفتاح السيسي” بالرسل الذين بعثهم المولى عز وجل إلى شعوبهم ليخرجوهم من الظلمات إلى النور، بل قال في حديثه للفضائية العربية واسعة الانتشار، إنه أشبه بـ”موسى” و”هارون” لأن المحروسة مصر في حاجة إلى رسول.
فيا أيها الداعية المسلم هل هناك رُسل يقتلون شعوبهم؟! هل هناك رُسل بعثهم المولى عز وجل ليخرج أهل تلك الملة من الظلمات إلى النور؟ وهل المحروسة مصر ملة كافرة حتى يرسل المولى لها رسولاً. إن مصر تعرف الدين جيداً وهي بلد المليون مئذنة، شعبها عابد وذاكر وبها الأولياء والعباد. مصر في كل خطوة تخطوها تجد مسجداً في الأرض أو الطوابق العليا. إن مصر ولا حكام مصر في حاجة إلى مثل هذا النفاق، وما أضاع الأمة المسلمة إلا مثل هؤلاء الدجالين والأفاكين الذين يحاولون كسب ود الرؤساء بالحق والباطل. وإذا كان هذا الداعية أو الذي يحاول أن يكون داعية ما هو موقفه، من إصدار أحكام لإعدام أكثر من خمسمائة رجل ما بين عابد وزاهد ومتقي الله. هل يوجد حاكم يقيم الدين الصحيح أو كما قال هذا الداعية إنه رسول من الله سبحانه وتعالى كـ”موسى” و”هارون”، هل يمكن أن يصدر حكماً بإعدام هذا الكم الهائل من المسلمين، دون أن يعرف الجريمة التي اقترفوها حتى ينالوا هذا العقاب.
إن مصيبة الأمة الإسلامية في مثل هؤلاء الدعاة الذين يزينون الباطل للحكام، والحكام عندما يسمعون بمثل هذا يفرحون ويرقصون طرباً انتشاءً بأقوال هؤلاء الدعاة. ولا ندري أين يذهب هؤلاء من عقاب المولى عز وجل، عندما يفتون كذباً وزوراً. وهل “عبد الفتاح السيسي” أو رئيس مصر القادم في حاجة لمثل هذا النفاق، لقد كاد هذا الرجل أن ينفذ من خلال الميكرفون الذي يتحدث منه، وهو يقدم فتواه أو حديثه الذي لا يقبله أي عقل حتى الطفل الصغير إذا سمع هذا الحديث سيسخر منه.
إن مصيبة الأمة الإسلامية والعربية ليس في حكامها، ولكن في من يكونون حول الحكام.
إن حكامنا العرب والمسلمين يعتلون السلطة وهم في قمة التواضع والبساطة، ولكن عندما يلتقون بمثل هؤلاء المنافقين يتغيرون مليون درجة وليس مائة درجة، فالإنسان دائماً يطرب إلى الحديث المعسول والذي يُسكر المرء ويجعله في حالة هيام دائم، لذا هذا المنافق بدأ الحملة الانتخابية لـ”السيسي” قبل أن تبدأ الانتخابات بعام، ولذلك شبهه بالأنبياء والرُسل الذين يأتون ليخلصوا الشعوب من الكفر والإلحاد. ولكن هذا المنافق يعلم علم اليقين أن مصر المؤمنة بأهل الله فيها الأزهر والحسين والسيدة زينب والمرسي أبو العباس، وكل الأولياء والصالحين، و”السيسي” ليس محتاجاً لمثل هذا الحديث حتى تضعه في مرتبة الأنبياء والرُسل يا منافق!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية