اللغة العربية تزدهر في جنوب السودان رغم اعتماد الإنجليزية لغةً للدولة
بالرغم من تبني اللغة الإنجليزية كلغة رسمية في جنوب السودان، تتمتع اللغة العربية في الدولة الوليدة بوجود فعال وانتشار واسع في المجتمع، باعتبارها لغة التخاطب بين مختلف القبائل في المدن بما يعرف بـ(عربي جوبا).
وبحسب مهتمين بالشأن الثقافي في جنوب السودان، فإن الكتابات الإبداعية بالعربية (ستساعد على التعريف بجنوب السودان وتقريب الهوة بينه وبين القارئ العربي)، وإزالة التهميش الذي لحق بالثقافة العامة في الجنوب). ويصف الصحفي والمحرر الثقافي بصحيفة (المصير) الصادرة بالعربية “سايمون مبيور”، الكتابة الإبداعية بالعربية في جنوب السودان بأنها (موسوعة أساسية للتعريف بالدولة، وتمثل قصب السبق الذي سيخترق منصات التتويج في العالم العربي، ومن ثم في كل العالم بعد أن تجد طريقها للترجمة).
ويضيف “مبيور” في لقاء مع إحدى الفضائيات العربية، أن (اللغة العربية أصبحت لغة جيل الشباب الجديد في جنوب السودان الذين تعلموا وأنهوا الدراسة الجامعية باللغة العربية في السودان ومصر).
يشار إلى أن هناك عدداً من الشباب أبدعوا في الكتابة باللغة العربية في جنوب السودان ولهم أعمال شقت طريقها إلى النشر، مثل: “أستيلا قايتانو” بمجموعتها القصصية (زهور ذابلة)، و”آرثر غابريال” بمجموعته (لا يهم فأنت من هناك)، و”قرنق توماس” بمجموعته الشعرية (سفر المرايا). وعن تطور الكتابة باللغة العربية في جنوب السودان تقول الروائية “أستيلا قايتانو”، إنها (متفائلة بشأن مستقبل الكتابة الإبداعية بالعربية في الجنوب )، مشيرة إلى أنها (أضافت إلى الكتابة العربية من خلال كتابتها عن الحياة المحلية في جنوب السودان). من جانبه اعتبر الأمين العام لمركز النيل الثقافي في “جوبا” “جيمس ماكور مدينق”، أن (الجيل الثاني من المبدعين في جنوب السودان، هم من ساهموا بصورة واضحة في إيصال مكونات الحياة في جنوب السودان للعالم عبر الكتابة الإبداعية باللغة العربية). ويضيف “مدينق” أن (بعض العوامل السياسية لعبت دوراً بارزاً في ازدهار مثل هذه الكتابات التي تسعى إلى تقديم الدولة الوليدة في قالب ظل مجهولاً، بالنسبة للعالم العربي الذي كان مهتماً فقط بالمبدعين السودانيين قبل انفصال جنوب السودان).