أخبار

تنويرات أم حملة؟ !

تشهد الصحافة السودانية هذه الأيام حضوراً كبيراً ولافتاً لشيخ قبيلة المحاميد والمستشار بديوان الحكم الاتحادي الشيخ “موسى هلال”، إذ في غضون يومين أو ثلاثة نشرت أكثر من ثلاثة حوارات مع الرجل وفي الطريق المزيد هذا بخلاف التقارير والكتابات التي تمنح الشيخ المبجل ما تيسر من تنويه به وإعلاء لأسهمه، وقطعاً فإن من حق أي زعيم أن ينال حصته من الحضور والظهور الإعلامي وليس في الأمر مذمة بيد أني شعرت بأن شكل التزامن بالنشر لا يبدو مريحاً ويشي وكأنما ثمة حملة لتزويق شكل الرجل وصورته وهذا غريب إلى حد ما ، فهلال لم يهبط على دارفور من السماء وإنما كان مقيماً وثاوياً هنا بالخرطوم وبين مضارب عشيرته هناك، ولم يتذكره الصحافيون إلا بعد أن نصب مدفعيته تجاه الدولة ووالي شمال دارفور “عثمان كبر”.
لا أعرف شخصياً “كبر” والتقيت به في مناسبات عامة، ولكنه بالنسبة لي يمثل رمزية الدولة فهو والٍ منتخب ويمثل الحكومة المركزية في شمال دارفور وهو الحاكم هناك وصاحب الحكومة وهو استحقاق لم ينبت فجأة هكذا، ولكنه تفويض ناله الرجل مسبقاً بقرار تعيينه ثم لاحقاً عقب مشروعية الانتخاب وأتفهم تماماً أن يكون هناك من يعتقدون السوء فيه، ومن يعارضونه ويتمنون زوال ملكه، وأن يتهم بالتقصير الإداري والسياسي ولكنها كلها أمور يجب أن تنتهي في العمل العام إلى نهايات موضوعية بخلاف ما نراه الآن حيث يصر “هلال” على شخصنة القضية مع “كبر” ولو كان الثمن حرق الولاية ثم الإقليم برمته إن تبقت أصلاً فيه مساحة صالحة للتخريب والتجريب.
التلميع الإعلامي والتبرير لمواقف السيد “موسى هلال” مسلك يجب أن يدان لا أن يكون ظاهرة وكأنها تخدم الخط التصعيدي بمناسبة وبلا مناسبة ! ومما نرى الآن ونتابع فإن الأمانة تلزمنا بالقول تلويح أحدهم بالقوة في مواجهة خصمه سلوك غير لائق، أن تغضب من الحاكم أو تضاد وتناهض سياساته أمر وأن تمضي إلى العصيان والتمترس في خندق التشدد بمنطق (أنا أو هو) فإنه ما يجب أن يرفض ويدان لأن انطلاق الأمر بهذه الطريقة سينتهي بكل صاحب رؤية لعصيان السلطة التي تعلوه فيأخذ كل شخص منا حقه حسب ما يراه ويعتقده ولا تبقى هيبة لدولة أو حاكمية لجهة !
والي شمال دارفور المغضوب عليه لو كان (شيطانا) فإنه ممثل السلطة والمفوض من شعب الولاية، وهو رئيس الحزب الحاكم وإلى أن تزول هذه الصفات والمناصب فإن أي خروج عليه خروج على الدولة وأي تقليل من هيبته غمز في جانب الحكم والسلطان مركزياً قبل أن يكون ولائياً ولهذا فمن الأفضل أن يوفر “هلال” جهده لحوار موضوعي وهادف يبذل فيه الاحترام للجميع وأولهم خصومه وهذا ما هو حقيق بزعيم أهلي وشيخ عرب لا يصح منه في كل صحيفة ومنبر مس الآخرين والتقليل منهم !

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية