أخبار

رحلة نيلية !!

تبدو كئيباً هذا الصباح.. موشحاً بالحزن والتيه.. كأنما قيامتك الآن.. أو ماضٍ إلى حيث الحتف…!
ابتسم فأنت في عاصمة مغسولة بماء الحزن ومضاءة بنور العتمة.. ابحث عن الأصدقاء وتجول بين الحقول.. اجتر ذكرياتك التي لم تكتمل ووزع في الجهات حكايات الغربة التي استطالت!
لا تبدو هكذا فالحزن لن يعيد أغنيات الصباح والتيه لن يوصد بوابة المتاهة.. ضع ساقاً على ساق وأجلس في الهواء الطلق ريثما يفاجئك الكلام ويغادرك الصمت..!
كانوا يقولون إنك (بشوش) و(متفائل) ومحب للحياة.. فما الذي جرى أيها الصامت وحدك.. أين الأماني.. وتلك الأحلام.. أما زلت تتطلع للجلوس على كرسي وكالة السفر والسياحة كي تسافر وقتما شئت وحيثما شئت.. آخر مرة قلت لي: لقد مللت الترحال.. لن تسافر ثانية إذن.. ستبقى هنا.. والذين يبقون قد لا يموتون بأحزانهم.. فالفرح يأتي في الشتاء..!
بياتك الصيفي.. تماماً كالمروحة المعطوبة.. تبحث عن هواء بارد كي تدور وتدور.. أنظر أعلى السقف.. أنظر كيف هي حزينة تلك المروحة.. لقد خذلت الرؤوس التي تحتها.. أولئك الناس ما عادوا يراهنون عليها.. وهي التي تصحو كل يوم كسيحة.. مشلولة .. ما ذنبها.. فقد قطعوا عنها الكهرباء..!
بالأمس تذكرت أحاديثنا تحت شجرة (النيم) أمام منزلكم حيث كنا نخطط لرحلة نيلية تحملنا إلى مكان بعيد .. تذكرت كيف أنك كنت تخشى النهر..
النهر الذي يعلن في كل صيف حار عن موت أعزاء.. بكيناهم يومها معاً.. لكننا قررنا أن نسافر.. لم ولن نتراجع.. فالموت حق..!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية