في خطوة مفاجئة: «الترابي» يدخل البرلمان بعد قطيعة (15) عاماً
في خطوة مفاجئة، سجل زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور “حسن الترابي” أمس (الاثنين) زيارة للمجلس الوطني، بعد نحو (15) عاماً من القطيعة؛ للمشاركة في تدشين مبادرة (أهل الله للحد من الصراعات القبلية) التي جمعت مشايخ الطرق الصوفية من مختلف مشاربهم. وخطف “الترابي” الأنظار عند دخوله ساحة البرلمان الذي رأسه كآخر موقع تنفيذي له قبل المفاصلة.
وحيا “الترابي” في مستهل حديثه جموع الطرق الصوفية داخل البرلمان، وولاة أمر الدار ورئيسها ومن معه قائلاً (أصوِّب لكم دعوة من الله أن ينزل عليكم السلام لبلد كثرت فيها الفتن والصدام وينزل الرحمة لبلد أصابتها كثير من أسباب النقمة وأن يبارك لنا سلامنا حتى يتعمق في نفوسنا).
وقال “الترابي”: (انتم من طرق شتى تجمعوننا حتى نسلك صراط الله المستقيم ولا نتبع طرق الخلاف والصراع). وأضاف: (أنتم اليوم تشدوننا من حيث ما كنا في الحياة التي فتنتنا وفرقتنا إلى الطريق الواحد. وزاد (نسال الله أن يبسط لكم من رحمته ويمد لكم من قوته ويبارك في الذين ابتدروا هذه المبادرة).
وتوقع “الترابي” أن تكون للمبادرة آثار وصفها بالبالغة (لان بركتها يعلمها الله وراء القانون وبسط السلطة والسلطان في هذه البلد). وعبر عن الحاجة لمثل هذه المبادرات.
من ناحيته، عبر رئيس البرلمان “الفاتح عز الدين المنصور” عن فرحته بأهل الصوفية أهل القبلة الذين أرسوا الإسلام الوسطي في هذه البلد الطيبة. وعلق (إن كانت فرحتي بكم عظيمة فإن فرحي أعظم اليوم بوجود الشيخ المفكر العالم الجليل دكتور “حسن عبد الله الترابي” الذي يزين هذا المقام).
وقال رئيس البرلمان: (نحن نتوسل بكم جميعاً لحل النزاع القبلي في دارفور الذي تطاول زماناً واستعصى علينا الأمر لكنه لن يسير إلا برجوعنا إلى الله تعالى).
واعتبر “عز الدين” أن (الأوبة إلى جمع الصف الوطني الجامع لكل أبناء الإسلام والقبلة، بوجود الدكتور “الترابي”، من عطاءات الله المتجددة علينا). وقال: (لابد أن نفرح بهذا الأمر ونشعر بالسرور بأننا نمضي في الطريق الذي يجمع أبناء الأمة والإسلام).
وذكر “الفاتح” أن الحكومة عقدت من أجل الصراعات القبلية من أم جرس الأولى إلى أم جرس الأخيرة حوالي (100) لقاء دولي وإقليمي ومحلي، أشار إلى أنه شاركت فيها التيارات المختلفة والجامعات ومنظمات المجتمع المدني والمراكز الفكرية. وعلق (كلهم أقاموا منتديات وأداروا حوارات داخل وخارج السودان لجمع لحمة أبناء السودان واستعصى علينا هذا الأمر لكنه لن يسير إلا برجوعنا إلى الله تعالى).