أخبار

أخمـــــاس x أســـــداس

الشعب الذي ينشغل بهاجس توفير التزاماته الحياتية اليومية من مأكل ومشرب وملبس وتعليم وعلاج لا يمكن أن ينتج شيئاً ولا يمكن أن يبدع شيئاً ولا يمكن أن يخترع شيئاً.. والبطون الجائعة تصبح الفضيلة والأخلاق في ذيل قائمتها وليس مقدمتها.. فتكون أكثر عرضة للوقوع في شرك الفساد والخيانة والانحراف..
والطاقات المهمشة والمغيبة تتحول من أداة بناء إلى أداة هدم.. والمظلومون حين تغيب عنهم شمس العدالة يضطرون لأخذها بأيديهم أو يتحولون لأعداء للفضيلة والعدالة..
كم يأخذ ضرب الأخماسxأسداس من زمنية إنتاج الشعوب وتقدمهم وتحضرهم وازدهارهم.. وكم تسرق هذه الحيرة اليومية من نضارها وابتسامها وتفاؤلها وعطائها.. وكم تهزم من حيويتها وانطلاقها.
والأحلام التي هي الملجأ الآمن للبشر حين تتعاظم أمامهم المستحيلات وتغلق في وجوههم الأبواب تكون أحلاماً منقوصة ومؤجلة وتتحول إلى مستحيل آخر في القائمة الطويلة من الأمنيات الممنوعة والمصادرة. وتفشل في تخفيف صداع النهار وإيقاف حمى البحث عن جدوى وأمل ومخرج.
والعالم الذي يطلق السراح لنظريات العولمة ويقنن لنظام عالمي جديد قائم على فكرة القوي يأكل الضعيف لم يعد تأثيره السلبي قاصراً على العالم المتحضر الأول بل المقصود والمعنى هي الشعوب المستضعفة والمغلوب على أمرها التي لا تملك حقها حتى في مجرد الحلم وربما الغناء الذي بح صوت الفنان ((محمد منير)) وهو يصرخ بأنها -أي الأغاني- ممكنة!!
عالم تحكمه أمريكا وتمارس عليه دورها الشرطي والرقابي بسن القوانين الجائزة التي تكيل بمكيالين وتجعل للحقيقة أكثر من وجه وأكثر من لسان ليس من حق شعوبه الجائعة أن تحلم أو تغني.. فمعركة البقاء تستنفد كل الطاقات وتستغرق كل الوقت.
هل حقاً يريد القائم الأمريكي على أمر العالم أن يجعل شعوبه مشغولة بضرب الأخماس في الأسداس حتى لا يفكر ولا ينتج ولا يبدع!!
ولأن مجرد طرح الفكرة وهو اتهام جاهز بالانحياز لنظرية المؤامرة فليس على الشعوب حرج أن تهيم على وجوهها وهي حافية الأقدام بحثاً عن المظلات الآمنة من أمطار الفكرة الثلجية المرعبة: “من يحكم العالم الآن”!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية