أخبار

يوناميد !

أعربت بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) عن قلقها العميق إزاء التقارير التي تفيد بتصاعد العنف في جنوب دارفور خلال الأيام الفائتة، مما أدى إلى حرق عدد من القرى وتشريد آلاف المدنيين. وزعمت يوناميد أن آلالف المدنيين قد شردوا فى المناطق المحيطة بـ(أمقونجا) الواقعة على بعد (50) كلم تقريباً جنوب شرق نيالا وقطعاً فإن هذه أخبار مؤسفة لكن المؤكد أنها بحاجة إلى تدقيق وقراءة على نحو أكثر رصانة مما تقول به البعثة الأفريقية التي (جابوها فزعة) فتحولت إلى (وجعة) لأنها وكلما نشطت أعمال النهب والتخريب من جانب الحركات المسلحة والمتمردين فإنها أي (البعثة) تصمت ولا ترى ولا تتكلم.
المناطق المعروفة بجنوب دارفور (بجنوب السكة الحديد) ظلت ولفترات طويلة ملاذات وحصونا للمتمردين وحركة تحرير السودان تحديداً حيث ينشط فصيل المتمرد مني أركوي وقد تحولت بعض المناطق إلى جيوب مزعجة للسكان المحليين عقب إشكالات انسحاب غالب حركات التمرد من أرجاء شمال دارفور بعد التأثير الإيجابي للقوات السودانية التشادية المشتركة ونشاطها على الحدود عبر امتدادات ولايتي شمال وغرب دارفور انسحبت جماعات التمرد إلى الداخل أما بالاندفاع نحو جنوب كردفان أو بالاتجاه إلى جنوب السودان ثم وبعد تطورات الوضع جنوبا بحرب “سلفا” و”مشار” والضربات الموجعة التي طالت الجبهة الثورية تقطعت الطرق بحركة (مناوي) في تلكم الأرجاء وتحولت الطرق والقرى الواقعة هناك لتكون تحت رحمة انشطة المتمردين من فرض أتاوات وأعمال نهب قضت على طمأنينة المواطنين.
كثير من الأعمال العدائية التي وقعت بقرى جنوب دارفور وبعض التلفلتات داخل نيالا نفسها كانت أعمال عصابات طالت بعضاً حتى من ممتلكات اليوناميد نفسها ومركباتها ولم يفتح الله على تلك البعثة ببيان إدانة أو كلمة احتجاج ضد التمرد ثم اليوم وبعد أن كسحت ومسحت القوات الحكومية والتدخل السريع (أم قونجا) التي كانت مركزاً رئيساً ورغم أنف الأهالي لحركة مناوي استفاقت لتعلن أن هناك نازحين وأوضاعاً معقدة، المسألة هنا معايرة تبدو مختلة في تقييم واقع الأرض بدارفور فحينما يكون العدوان من الحركات المسلحة على مقدرات المواطنين والشحيح من الخدمات والقليل من المتوفر استقراراً وأماناً لا تصدر ولو بشكل مجامل أي شهادة لإدانة الطرف المتسبب في هذا ولكن إن تحركت القوات الحكومية للقيام بواجباتها انفتح قاموس الشجب وإطلاق النعوت والتلويح بسوء الحالة الإنسانية وهذه مفارقة غريبة وذات مؤشر به شبهة تحيز مغرض من جانب جهة يفترض أنها حامية وداعمة للسلام وإن كانت هي نفسها من ضحايا هجمات التمرد بقدر يجعل اليوناميد دائماً مدحورة ومهزومة تحرق معسكراتها وتدمر مركباتها ويقتل جندها وهي من بعد ذلك لا تدين حتى العدوان عليها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية