عيد الربيع الصيني يشعل البهجة في نفوس الصينيين والسودانيين بالـخرطوم
أشعل محتفلون صينيون وسودانيون فرحاً شعبياً ورسمياً عارماً احتفالاً بعيد الربيع الصيني أكبر الأعياد الصينية وسط حضور جماهيري كبير ضاقت به جنبات (قاعة الصداقة) أكبر العلامات الكبيرة على رسوخ علاقات الشعبين على مدى عشرات السنين.
ونظمت السفارة الصينية ومعهد (كونفوشيوس) بجامعة الخرطوم احتفال عيد الربيع الصيني بحضور سفير الصين بالسودان “لوا شيانغ قوا” ومدير مجلس الصداقة الشعبية العالمية ومدير جمعية الصداقة السودانية الصينية وممثل عن جامعة الخرطوم وممثلي عدد من الوزارات ومديري بعض الجامعات السودانية.
وفي حديثه لـ(المجهر) قال الدكتور “تيان خا” المدير الصيني لمعهد “كونفوشيوس” إن هذا المعهد تأسس في العام (2008م)، ثم تطور ليعكس مسار العلاقات السودانية الصينية في شتى المجالات خاصة في الجانب الاقتصادي، وقال إن السودان يعتبر من أهم البلدان لنشر الثقافة والحضارة الصينية، والآن يقبل السودانيون بشكل كبير على تعلم اللغة الصينية، بخلاف توافد أعداد كبيرة من السودانيين على بعض المناطق الصينية التجارية مثل منطقتي (قوانتو) و(ايوو).
وعيد الربيع الصيني يحتفل به الصينيون منذ الاف السنين حيث مازال هذا البلد يعتبر نفسه بلداً زراعياً، يأتي إليها الربيع الذي يعتبر هناك بداية العام عقب فصل الشتاء، وفي السابق كان الصينيون يقومون بأنشطة في هذا العيد من بينها تقديم التحايا للأسلاف أحياءً وأمواتاً، وفي عيد الربيع الصيني يلتف الناس هناك حول الأسرة للاحتفال به، كما تقدم التهاني والأماني، وتستمر الاحتفالات لمدة (15) يوماً وتكون البلاد بأكملها في حالة احتفال وعطلة متواصلة.
ويقول الدكتور” تيان” إن الشعب الصيني في احتفاله بعيد الربيع يقدم وجبات “جياوزت” المطهية على البخار، كما لابد للأسرة أن تشتري الملابس الجديدة للأطفال، بالإضافة إلى تعليق ورقة حمراء على الأبواب الرئيسية للمنازل، كانت في السابق تعلق لطرد الأرواح الشريرة، ثم تطورت لتصبح تهنئة بالعيد، والصينيون في عيدهم يكتبون الأمنيات، ويذهبون لمعايدة الأهل في منازلهم، وبعضهم يحمل الهدايا، حيث تتخلل أيام العيد الفرح والبهجة، فيما ينتظر الصغار “العيدية” وهذه يضعها الكبار في ظرف أحمر وتقدم إليهم.
وفي السياق قال المشرف الإداري لمعهد “كونفشيوس” الأستاذ “أحمد حامد رحمة”، إن المعهد الذي نظم احتفالات عيد الربيع يمثل جسراً للتواصل الأكاديمي والسياسي والاجتماعي بين السودان والصين. ويقوم بابتعاث طلاب البكالريوس إلى الصين لمواصلة الدراسات العليا هناك، بالإضافة لابتعاث المتميزين في منح دراسية قصيرة. والمعهد يضم أساتذة وعاملين من البلدين. وسبق أن فاز في العام الماضي بجائزة أفضل معهد في أفريقيا نشاطاً وأداءً أكاديمياً.
وتعد معارض الفوانيس من أكثر العروض زيارة في أنحاء الصين مع اقتراب عيد الربيع، وجذبت عروض الفوانيس المميزة في مدينتي” قوييانغ” الواقعة في جنوب غربي الصين و”نانجينغ” الواقعة في شرقي الصين، جذبت الكثير من الزوار الذين استمتعوا بالابتكارات الجديدة.
وكان قد افتتح في “قوييانغ” حاضرة مقاطعة “قويتشو” ليل الاثنين الماضي معرض الفوانيس، حيث ظهر أكثر من مائة وثمانين فانوساً في هذا المعرض، ومن بين هذه المجموعة الضخمة جلب فانوس الانتباه بشكله الذي يشبه الطبل، وإذا أمعنا النظر فيه فسنلاحظ أنه مكسي بعشرة آلاف قطعة من الخزف التي تعكس الضوء بشكل جيد، ما يجعله يضيء بكل قوة وإشعاع.
وقدم المنظمون الصينيون مواضيع تقليدية باستخدام تقنية الإضاءة الحديثة، كما تم تصميم هذه المجموعات أيضاً لتكون ذات طاقة فعالة.
وقال “سون دونغ بنغ”، مهندس في معرض الفوانيس في مدينة “قوييانغان” (إن الإضاءة الصديقة للبيئة التي استخدمناها هذا العام أكثر بعشرة في المائة من العام الماضي، والتي ستزيد من كفاءة استخدام الطاقة بنحو عشرة في المائة).
وسيستمر معرض الفوانيس الصيني لمدة واحد وعشرين يوماً، ومن المتوقع أن يجذب أكثر من مليوني زائر.
وفي الوقت نفسه، افتتح معرض “تشين هواي” للفوانيس في مدينة “نانجينغ” حاضرة مقاطعة “جيانغسو” شرق الصين، ويقام هذا المعرض في ثمانية أماكن مختلفة من بينها العديد من المعابد والمواقع الأثرية للمدينة، وذلك للحصول على المزيد من المعلومات. تم تجهيز الكثير من الفوانيس برمز الاستجابة السريع، حيث يمكن للزوار أن يسمحوا باستخدام هواتفهم النقالة للحصول على المعلومات الخاصة بكل فانوس، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوار التعامل مع المعرض من خلال إرسال الصور الخاصة ببعض العروض، كما يمكن للزوار التمتع بالوجبات الخفيفة التقليدية اللذيذة التي يقدمها المعرض الذي يستمر حتى السادس من أبريل المقبل.