أخبار

استراحة (الجمعة)

} كتب الدكتور “معتز مجذوب الزين” وهو من الكفاءات الهندسية التي تكتب في السياسة بمنهج التخطيط الهندسي، ولكن كثيراً من الأفكار لا تجد طريقها للرأي العام.. إما لضيق منافذ التعبير أو (دكتاتورية) أمثالنا ممن منحهم هذا الشعب حق التعبير عن مشكلاته، وأن يصبحوا ناطقين باسمه دون إحسان أداء المهمة.. وساحات التعبير والتفاعل مع القراء التي تتيحها الصحافة لا تمثل إلا نذراً يسيراً مما تحتكره الأقلام لنفسها. في هذه السطور كتب د.”معتز” عن السياسة يقول:
أصبحت السياسة تمثل مسألة حيوية في الوقت الحاضر ليس فقط للمشتغلين بها أو المختصين في مجال العلوم الاجتماعية والسياسية، بل أصبحت موضوعاً عاماً يتناوله كل فرد بالتحليل والمناقشة، كما يتعرض للموضوعات العامة في الحياة كالفن أو الرياضة.. الخ، إلى الدرجة التي جعلت البعض يصف عالم اليوم بأنه (عالم سياسي) والإنسان في هذا العصر بأنه (إنسان سياسي).
وعلى الرغم من شيوع استخدام كلمة سياسة بين الناس وعلى الرغم من أن الاعتقاد السائد بوضوح مضمونها، فإن الأمر أعمق من ذلك المفهوم الذي يتبادر إلى الذهن واسترشاداً بمقولة “فولتير” الشهيرة (إذا أردت أن تتحدث معي فعليك أن تحدد مصطلحاتك) وانطلاقاً من الموضوعية والدقة العلمية فإنني سأحاول أن أقف على مقتطفات من مدلولات هذا المصطلح (السياسي).
قال “الفيروز أبادي”: سست الرعية سياسة.. أي أمرتها ونهيتها.. وقال “ابن حجر” يسوس الشيء.. يتعهده بما يصلحه، وقال “ابن منظور” السوس، الرياسة، وساس الأمر سياسة.. قام به وسوسه القوم.. جعلوه يسوسهم.
وجاء في الحديث النبوي الشريف (كان بنو إسرائيل يسوسهم أبناؤهم) أي تتولى أمورهم كما يفعل الأمراء والولاة الرعية، وهكذا يتضح أن السياسة تعني تحمل مسؤولية الرئاسة لتحقيق الإصلاح بين الناس بإصدار الأوامر والنواهي، فليست السياسة غاية بحد ذاتها وإنما هي وسيلة للنهوض بالمجتمع وإصلاحه في الجوانب المختلفة.
ولكن ما تشاهده بالعالم السياسي اليوم وخصوصاً العالم السياسي الإسلامي وبالأخص العالم السياسي العربي، لا يمت بصلة إلى المفهوم المذكور أعلاه، وحتى لا نسترسل في هذا العالم، وعالم السياسة لا تسعه مجلدات ناهيك عن مقال كهذا. تستحضرني مقولة لأحد الحكماء أرى أن فيها اختصاراً لكثير من الكلام تقول (المسلمون أسود وقائدهم ثعلب وغير المسلمين ثعالب وقائدهم أسد).. والقائد هنا لا يقصد به الرئيس وإنما يقصد به الحكومة بأكملها.
} أما الشيخ “حسن” فقد كتب عن التجاوزات في مشروع الدعم الاجتماعي الذي يذهب للفقراء والمساكين. والشيخ “حسن العطا” من الذين اختصهم الله بخدمة عباده.. رجل مسكون بالمجتمع.. صابر على خدمته محتسب من وقته وجهده للتغيير الاجتماعي، يشعر بآهات وأنين الجوعى وصرخات الثكلى في هجعة الليل البهيم كتب يقول:
ورد خبر بتاريخ 15/1/2014م، يشير إلى كشف تجاوزات مالية بمشروع الدعم للأسر الفقيرة.. بارك الله في المسؤول الذي كشف هذا التجاوز الخطير في حق المواطنين الغلابة. ومثل هذا التجاوز يعتبرمن الجرائم البشعة التي تستحق ومرتكبوها عقوبة رادعة ليكونوا عظة للآخرين.
وأن تكون المحاكمة علنية بدون استثناء لأحد مهما كانت درجته ومكانته.. والشاهد على هذه التجاوزات أن الدفعة الأولى من مستحقي هذا الدعم ويحملون بطاقات صرف من البنك، صرفوا أول مرة وثاني مرة وثالث مرة ليقف الصرف بعد ذلك سبعة شهور ويبدأ مرة أخرى بدون متأخرات.
وعندما سألوا المواطنين الغلابة موظف البنك قال لهم يعوضكم الله.. ذهبت أنا وبصفتي رئيس لجنة الزكاة القاعدية بالثورة الحارة عشرين، وسألت المسؤول بالبنك عن حق الغلابة المتأخر وقدره سبعة شهور، فكان رد المسؤول المالية لم تورد إلا مبالغ لشهر واحد فقط وما تبقى من الشهور راح في حق الله والبنك ما عنده ذنب.
لهذا أرجو ضبط هذا الدعم لكي يصل إلى الفقراء كل شهر أولاً بأول، لكي لا يطمع الذي في قلبه مرض ولكي لا يكون مالاً سائباً وبدون قنوات رسمية تحميه.. وأخيراً إلى هذا التاريخ 15/1/2014م، لم يصرف أحد من المستحقين استحقاقات شهر يناير/2014م.
حسن العطا محمد
رئيس لجنة الزكاة القاعدية
بالثورة الحارة عشرين

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية