أخبار

عن هؤلاء..!!

} إنهم أحق بالعناية والرعاية.. بعد سنوات طويلة من الجهد والاجتهاد.. لا يعقل أن يظلوا هكذا (حائرين) و(جائلين) و(عبئاً ثقيلاً) على أنفسهم وأهلهم.. والدولة ملزمة بأن توفر لهم فرص العمل.. الدولة بقطاعيها العام والخاص!!
} أين الاستراتيجيات التي يمكن أن تستوعب كل هذا الكم المهول من الخريجين والخريجات.. إنهم (قنبلة موقوتة) يجب نزع فتيلتها قبل أن تنفجر!!
} والواقع يقول إن فرص العمل أصبحت محدودة جداً.. كما يكشف الواقع السيئ ذاته عن تفشي (الواسطة) وحشر للسياسة بأنفها في عملية التوظيف.. حيث (الولاء) هو المعيار الوحيد المعتمد وليس (الشهادة) أو (الكفاءة)..!
} ما فائدة ثورة التعليم و(مخرجاتها) لا تتم الاستفادة منها.. لأنهم (عطالة) و(قابعون) بمنازلهم أو (متنقلون) من (ضل شجرة) إلى (نور عمود)..!
} هؤلاء الشباب الذين يملأون شوارع العاصمة وأحياءها وبيوتها إلى أين يذهبون؟ وماذا يفعلون؟ وكيف نضمن في ظل الضغوط المادية والنفسية والاجتماعية الصعبة التي يعيشونها أن لا ينحرفوا إلى المفسدة والرذيلة؟!
} فطاقاتهم وقدراتهم إن لم تستغل في ما ينفع الوطن، ستجد حتماً من يستغلها في إيذائه ومضرته.. ومواهبهم الحميدة والبناءة إن لم تجد من يصقلها فيما يفيد المجتمع ستتحول إلى معاول هدم وليس بناء..!
} في الدولة وزارات ومؤسسات وجهات تخصص لها ميزانيات كبيرة من أجل وضع الحلول لمشكلة (البطالة)، ولكنها لا تفعل شيئاً على أرض الواقع، لأن المشكلة في ازدياد وليس انحسار.
} ما هو المشروع القومي الذي نجح في استئصال سرطان (العطالة) الذي يمكن أن نعدّه إنجازاً حقيقياً وجاداً لهذه الواجهات الوزارية والمؤسسية، التي تجتمع وتنفض كل يوم لتخرج لنا بتصورات (حالمة) لا ترى النور، ويتم طي صفحاتها قبل أن يجف الحبر الذي كتبت به؟
} لماذا لا توضع خطة طموحة لاستيعاب الخريجين في مشروعات زراعية ضخمة، وبميزات مغرية، تجعلهم يفلحون الأرض ويحصدونها كي يطعموا الوطن كله وبأسعار زهيدة تواجه موجة الغلاء وتوفر المحاصيل ذات الندرة كـ(القمح) مثلاً؟
} لماذا لا نراهن على هؤلاء الخريجين في مثل هذه المشروعات بدلاً عن تلك المشروعات (الدعائية) التي لا تستوعب إلا قلة وبدون ضمانات للاستمرار وتحقيق المردود الإيجابي الطموح الذي يقابل الأعداد المهولة للخريجين؟!
} لماذا لا تُسن قوانين ملزمة لجهات العمل في القطاع الخاص تقضي بإعطاء الخريجين أولوية في التعيين، بدلاً عن فتح الباب على مصراعيه للعمالة الوافدة التي تسجل وجوداً قياسياً بالقطاع الخاص في الآونة الأخيرة؟!
} وإمعاناً في الموضوعية، لابد من دعوة الخريجين أنفسهم لاستغلال كل فرص العمل التي يمكن أن تتاح لهم، وأن لا يرفضوا الأعمال التي تعرض عليهم طالما أنها أعمال شريفة، وأن يسعوا لابتكار أعمال ولو مؤقتة إلى حين تحصلهم على الأفضل.
} وأخيراً.. لابد من استنفار الاختصاصيين وأصحاب الرأي للمشاركة في وضع التصورات التي يمكن من خلالها التقليل من هذه المشكلة وتفادي نتائجها السالبة وتداعياتها الخطرة.. فالقضية أعقد بكثير مما قد يتخيل البعض..!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية