(المجهر) تتحصل على تسريبات من خطاب الرئيس للشعب اليوم
يوجه رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” عند الساعة التاسعة من مساء اليوم (الاثنين) بقاعة الصداقة خطاباً مهما للشعب السوداني يعلن فيه وثيقة (الإصلاح الشامل) و(خارطة الطريق) لحل مشاكل السودان، ويسبق ذلك لقاء مع القوى السياسية في اليوم ذاته في إطار مبادرته للإصلاح والتغيير في سياسات الحزب للمرحلة المقبلة. وكشفت مصادر لـ(المجهر) أن رئيس الجمهورية سيعلن في خاطبه جملة من الإصلاحات الصحافية والإعلامية، على رأسها إطلاق الحريات الصحفية وإلغاء الرقابة على الصحف، وتنشيط مهام مجلس الصحافة والمطبوعات في الإشراف على الصحف. فيما يتوقع أن يوجه الرئيس بفتح المجال بإقامة الندوات السياسية في دور الأحزاب، دون الحاجة لتصاديق من السلطات الأمنية والشرطية، بجانب الإعلان عن تشكيل لجنة قومية للانتخابات، تختارها القوى السياسية الرئيسية بالتوافق، وتعديل قانون الانتخابات، كما يتوقع أن يعلن الرئيس فتح باب الحوار مع حركات التمرد، في دارفور ومتمردي الجبهة الثورية بكافة فصائلها.
وكشف وزير الدولة بالإعلام، أمين أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني “ياسر يوسف” أن وثيقة الإصلاح تلخيص لجملة أشواق قاعدة وقيادة وعضوية المؤتمر الوطني خلال المرحلة السابقة. وأضاف في حوار ينشر بالداخل أن القناعة المركزية لدى المؤتمر الوطني أنه وبعد كل هذه المدة في الحكم ينبغي إجراء مراجعات شاملة وتقييمها والاستعداد للمستقبل برؤية أكثر تطورا وأكثر تجددا. وقطع “يوسف” بأنه لو اقتضت المصلحة الوطنية عقد أي لقاء مع أي جهة أو حزب، فلن يحجب ذلك عن الرأي العام، كاشفاً عن حوار مع الأحزاب في عدد من القضايا.
في غضون ذلك أعلن حزب الأمة القومي قبوله دعوة الرئيس “البشير” للحوار الوطني القومي ولقائه مع القوى السياسية اليوم (الاثنين). ورحب بتنامي الدعوات للانتقال إلى مربع جديد. بينما يعلن المؤتمر الشعبي في مؤتمر صحفي ظهر اليوم (الاثنين) بمركزه العام عن موقفه من القضايا السياسية المطروحة.
الى ذلك ذكر بيان صحفي صادر عن مجلس التنسيق الأعلى لحزب الأمة القومي – تلقت المجهر نسخة منه – عقب عقده اجتماعاً لمناقشة عدد من القضايا من بينها الدعوة الموجهة من رئيس الجمهورية لحزب الأمة لحضور لقاء القوى السياسية اليوم (الاثنين) والتي نقلها مساعده “إبراهيم غندور”، ذكر البيان أن (حزب الأمة القومي يرحب بتنامي وتكاثر الأصوات الداعية للتغيير السلمي والانتقال إلى مربع قومي جديد يحقق السلام الشامل العادل والتحول الديمقراطي الكامل بعد تفاقم أزمات البلاد).
ورحب البيان بكل حوار وطني قومي جامع يفضي لتحقيق الأجندة الوطنية، الأجندة الوطنية بجانب مراعاة معايير تحقيق جدوى الحوار منها وإزالة ما سمَّاه آثار التمكين الحزبي واستعادة دولة الوطن وقومية عمليات السلام تجنباً للنهج الثنائي السابق. وشدد حزب الأمة على قومية عملية كتابة الدستور، بالإضافة للاتفاق على حلول قومية لمشاكل الاقتصاد الوطني عبر مؤتمر اقتصادي قومي، ووضع أسس وضوابط وبيئة مناسبة وآليات قومية مستقلة ومحايدة لضمان نزاهة وحرية الانتخابات، والاتفاق على علاقات خارجية تحقق وتحمي المصالح الوطنية والأمن القومي بعيداً عن التبعية والعداء للآخر، والاتفاق على حكومة قومية لا تقصي أحداً ولا يهيمن عليها أحد لتنفيذ المعايير والبرامج الناتجة عنها عبر الحوار القومي.
وأضاف البيان:(وفي ظل هذه المعايير الواضحة سيلبي حزب الأمة تلك الدعوة آملاً أن تأتي المبادرة المذكورة في اتساق معها، وفي هذه الحالة ستكون آذان حزب الأمة صاغية. وسيعمل على خلق الإجماع الوطني للانتقال للمربع الوطني الجديد).
وقال أمين الأمانة السياسية بالمؤتمر الوطني الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل”، في تصريحات صحفية بالمركز العام أمس (الأحد): (إن حزبه قدم الدعوة لكافة القوى السياسية والوطنية لحضور خطاب الرئيس اليوم، لأهمية الخطاب السياسي الشامل)، مشيراً إلى أن الخطاب يحوي (مؤشرات ايجابية لصالح العملية السياسية.(
وفي السياق كشف نائب أمين أمانة الإعلام بالحزب الحاكم “قبيس أحمد المصطفى” النقاب عن ملامح خطاب الرئيس، لافتاً إلى أن “البشير” سيعلن وثيقة الإصلاح الشامل التي يتطلع من خلالها الحزب للمستقبل، بمنهج وفكر وسياسات جديدة يتجاوز من خلالها كثيراً من الأوضاع السياسية الحالية.
وقال “قبيس” في تصريحات أمس (الأحد) عقب اجتماع القطاع السياسي: (إن الرئيس “البشير” اليوم لديه الكثير سيقوله). وعدّ توقعات البعض بإعلان حكومة انتقالية بأنها محاولات ( لنفخ الحقائق أكثر مما يجب). ونفى وجود أي شقاق أوصراع بين نواب الحزب داخل البرلمان.