الوساطة الأفريقية تجتمع بـ«سلفاكير» و«أوباما» يحذر من انزلاق الجنوب لحرب أهلية
حذر الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” من انزلاق جنوب السودان إلى الحرب الأهلية، ونوه إلى أن الجنوب الآن يقف على حافة الهاوية. في وقت تعهد فيه رئيس جنوب السودان “سلفاكير ميارديت” جدياً بوقف العنف والسيطرة على الأوضاع، ومنع تصاعد العنف والانزلاق إلى حرب أهلية، لكنه رهن الأمر بتعهد الطرف الآخر بعدم العمل على إسقاط النظام، بينما بشرت الوساطة الأفريقية نتائج مهمتها التي بدأتها أمس والتقت فيها بالرئيس “سلفاكير” .
من جانبه، أكد “أوباما” أن مستقبل جنوب السودان في خطر، ودعا إلى وقف الخطاب العدائي والعنف الموجه، وطالب قادة الجنوب بحل التوترات السياسية بطريقة سلمية وديمقراطية، والانخراط في الحوار واتخاذ خطوات لعودة الهدوء والمصالحة، وتعهد بأن تبقى بلاده شريكاً ثابتاً لشعب جنوب السودان.
ونشرت الولايات المتحدة (الأربعاء) (45) عنصراً من القوات الخاصة في الجنوب بهدف حماية مواطنيها وسفارتها في العاصمة “جوبا”، بعدما أجلت عدداً من مواطنيها ومواطنين غربيين من جوبا. وذكر “أوباما” في رسالة له أن مهمة القوة الأمريكية تقتصر على حماية السفارة الأمريكية والبعثة الدبلوماسية والمواطنين الأميركيين، مضيفاً أنها ستبقى حتى حدوث استقرار في الأوضاع الأمنية.
وأعلنت الأمم المتحدة عن مقتل ثلاثة من عناصر القوة الهندية المشاركة في قوات حفظ السلام بجنوب السودان في الهجوم على قاعدة تابعة للأمم المتحدة. وقالت البعثة إن (34) ألفاً ما زالوا يبحثون عن مأوى في قواعد الأمم المتحدة الثلاث في جنوب السودان. والتقى “سلفاكير ميارديت” أمس بوزراء خارجية الدول المجاورة، بما في ذلك كينيا وإثيوبيا الذين حطوا في “جوبا” للمساعدة في تهدئة التوتر الذي أودى بحياة المئات بجوبا عاصمة الجنوب فيما أوردت وكالة ” الأسشيوتيد برس” الأمريكية أمس(الجمعة) معلومات تشير إلى سيطرة المتمردين على بعض الحقول النفطية. وقالت “كاسيا كوبي لاند” المحللة السياسية التابعة لمجموعة الأزمات الدولية، (إن المجموعات المسلحة يبدو أنها تسيطر على بعض الحقول النفطية بولاية الوحدة)..
وبينما وصف وزير الخارجية الإثيوبي “تيدروس أدهانون” أمس (الجمعة) لقاءه “سلفاكير” بالمثمر دون الخوض فى تفاصيل اللقاء، نفت يوغندا ما تردد عن نشر قواتها بعاصمة الجنوب “جوبا”.
إلى ذلك، لفت الناطق باسم الخارجية “أبوبكر الصديق” في حديثه لـ(المجهر) أمس إلى أنهم يتحركون ضمن منظومة (الإيقاد) لإيجاد مخرج للأزمة في جنوب السودان، وتوقع في الوقت ذاته مغادرة وزير الخارجية “علي كرتي” عضو وفد (الإيقاد)، عقب زيارتهم لعاصمة الجنوب “جوبا” للوقوف على حقيقة ما يجري، إلى العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا” مع الوفد ومن ثم العودة للخرطوم.
من جانبه قال وزير الإعلام “أحمد بلال عثمان” إن الأحداث الجارية في جنوب السودان ستؤثر على جميع البلدان المجاورة، وأضاف:(وفي السودان سنعاني حتى أكثر من الآخرين).
من جهته أشار والي النيل الأزرق “حسين يس حمد” إلى وضع تحوطات على طول الحدود مع جنوب السودان، وأضاف بالقول: (نحرص على الأمن والاستقرار في جنوب السودان)
وتوقع والي ولاية سنار “أحمد عباس” لـ(مؤتمر إذاعي) أمس (الجمعة) أن يصل القتال إلى أعالي النيل كولاية مجاورة للسودان، وأضاف بالقول: (حتى أمس (الجمعة) ليس هنالك أي آثار للحرب في الجنوب وأوضاعنا مستقرة جدا والحدود هادئة جداً).
في غضون ذلك أعلن “جيمس واني إيقا” نائب رئيس جمهورية جنوب السودان في مؤتمر صحفي عقده أمس (الجمعة) معاقبة الحكومة لأفراد قوات الأمن الذين تورطوا في عمليات استهداف المدنيين على أساس إثني خلال الاشتباكات الأخيرة التي وصفها “بمحاولة انقلابية فاشلة”. وقال: (“سلفا كير ميارديت” قدم توجيهات للوحدات العسكرية بذلك).