أخبار

لماذا لا يعود هؤلاء؟

لكل دول العالم وشعوبه وأممه بطول الدنيا وعرضها خطوط نقل جوية وطنية ظاهرها العمل التجاري بقصد الربح وحقيقة أمرها، إنما تمثيل دولها في عوالم الطيران حينما يتحول خط طيران ما إلى علامة سياسية وثقافية وإشارة إضافية يعرف بها هذا البلد أو ذاك.
نحزن كثيراً حينما نهبط في مطار ما ونرى كل البلدان تضع شعاراتها وعلاماتها وأعلامها على جوانب خطوط طيرانها، ولا أثر لطائرة سودانية أو خطوط وطنية (سودانير)، التي صارت جزءاً من تاريخ السودان القديم وماضي الذكريات، وماتت ولم تجد دمعة من ناعٍ رغم كثرة المتباكين لما آل إليه حالها.
عار وعيب على السودان حكومة وشعباً أن يكون بلا خطوط طيران تجوب العالم، بينما بعض الدول التي استقلت حديثا تدخل هذا العالم وتشق عنان السماء، وهي قد استقلت حديثاً و انفصلت كما هو الحال مع إريتريا وجنوب السودان (لهما الاحترام) فيما نبقى نحن زبائن وزوار دائمين لخطوط طيران كانت تستاجر طائرتها فيما سبق من أسطول الخطوط الجوية السودانية التي تعجز اليوم عن تغطية سفريات الولايات ناهيك عن المحطات الخارجية !
إن هذه القضية يجب ألا تكون مسؤولية وزير النقل، أو سلطة الطيران المدني فهما إن عجزا عن تجميل مطار الخرطوم الصغير فإنهما عن تطوير النقل الوطني في مجال الطيران أعجز، ولذا من المهم أن يكون هذا الملف مسؤولية قمة القيادة وهرمها لأنه أمر سيادة بلا شك ويكفي ما سبق من مرمطة لاسم السودان في هذا المجال حتى غدا الأمر أحياناً أمر تندر وفكاهة سمجة فقد آن الأوان لتكليف رجال من أولي العزم والشدة وانتدابهم لهذه المهمة وأعتقد أن التعديلات الوزارية الأخيرة أخرجت مجموعة من الأقوياء النابهين القادرين على الإنجاز ممن يمكن لأي منهم في أشهر وسنوات أن يعيد سودانير إلى عوالم الحضور والمنافسة.
ويجب ألا يكون التذرع بأن فلاناً كان وزيراً، وعلان كبيراً سبباً في منع التكليف، فمن قبل ترجل والإنقاذ في قمتها العميد يومها “عبد العال محمود إبراهيم الأمين” لمجلس قيادة الثورة آنذاك ومضى من بعد ليكون قائدا لمتحرك (مسك الختام) عبر الجرارات في عمليات صيف العبور قائداً لكتائب سلاح المظلات ثم عاد وواصل عمله كضابط بالجيش دون ترفع أو تكبر أو رفض للتكاليف رغم انه كان (كاتم أسرار) الحكومة والثورة ومثل (عبد العال) لا أرى أنسب من (كمال عبد اللطيف) أو (أسامة عبد الله) ليفوضا بأمر (المطار) و(الطيران) في هذا البلد لأن هذا الملف معقد ويحتاج لرجال أصحاب قدرات في المتابعة والتنفيذ مع خبرات في التفاوض وإنجاز المشروعات العصية وإن لم تفعل الحكومة أمراً في عملية تحريك منجز في هذا الأمر فسنظل هكذا بلا (مطار) أو (طيران) ويتطور كل البلد إلا (بوابته) التي تشعرك بأن هذا الوطن ..منتهي !!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية