الفرقة (التتارية) تعكس ملامح التشابه في إيقاعات الفنون الشعبية بين روسيا والسودان
أخذت روسيا، هذا القطب العالمي عميق التأثير، في التواصل مع كل دول العالم في دورة تاريخية جديدة محسوبة الخطوات والأهداف بما يفضي إلى فائدة كل الأطراف، وتشهد الخرطوم هذه الأيام سمنار اللغة الروسية، الذي جاء في إطار المهرجان العالمي الثاني للغة الروسية، التظاهرة الكبرى التي جعلت من التواصل بين السودان وروسيا جسراً للتفاعل العلمي والثقافي العميق. واكتست شعبة اللغة الروسية بجامعة الخرطوم حلة زاهية، امتدت منذ ثلاثة أسابيع قبل الانطلاق الأخير.
السمنار جاء في إطار (المهرجان العالمي الثاني للغة الروسية)، الذي يقام تحت إشراف الرابطة العالمية لأساتذة وأدباء اللغة الروسية، وانطلقت فعالياته في الفترة من (12-16) ديسمبر الجاري، ويحتوي على العديد من البرنامج التي بدأت بوصول أعضاء الوفد الروسي، وختمت بالحفل الموسيقي والغنائي الذي أحيته إحدى الفرق الشعبية من (تتارستان)، كما اشتمل على محاضرات عن خصائص تعليم الكتابة والمخاطبة في المراحل الأولى لدراسة اللغة الروسية، ومسابقة للأغاني الروسية، وإعلان أسماء الفائزين فيها وتسليمهم الجوائز.
وقالت رئيس شعبة اللغة الروسية بجامعة الخرطوم “سمية عبد العزيز” إن هذا المهرجان يقام كل ثلاث سنوات، ويعدّ الأول من نوعه في السودان، وأضافت إن مثل هذه اللقاءات تساعد على توطيد العلاقات بين البلدين في جميع النواحي، سواء أكانت ثقافية أو أكاديمية أو غيرها، وزادت: (يعدّ اختيار السودان لقيام المهرجان تأكيداً لأهميته السودان عند روسيا).
رئيس شعبة اللغة الروسية بجامعة بحري الدكتور “محمد شرف الدين”، وصف زيارة الوفد الروسي بالتاريخية، وأشار إلى أن السمنار سيدفع بالعلاقات السودانية الروسية إلى مستقبل متين وقوي في مختلف المجالات.
السمنار الذي امتد إلى ثلاثة أيام بين (قاعة الشارقة)- جامعة الخرطوم- وفندق (السلام روتانا)، أشعل الدفء في شتاء الخرطوم وبخاصة شعبة اللغة الروسية بكلية الآداب- جامعة الخرطوم، التي قطفت عشرات الثمار من استضافة المناسبة، أولها الانضمام إلى الرابطة العالمية لأساتذة اللغة الروسية، ومن ثم الحصول على مئات الإصدارات الحديثة في تعليم اللغة الروسية التي شكلت نواة لـ(المركز الثقافي الروسي) الذي شرعت الشعبة في إنشائه وسيرى النور في غضون الأيام القادمة حسب الدكتورة “سمية عبد العزيز”، التي عدت انعقاد السمنار في جامعة الخرطوم يعود بالكثير من الفوائد على الجامعة، وعلى طلاب اللغة الروسية، وعلى مستقبل اللغة نفسها في السودان، باعتبار اللغة جسراً مهماً يربط بين الشعوب.
وفي اليوم الختامي للسنمار شهدت صالة فندق (السلام روتانا) بالخرطوم يوماً استثنائياً في حياة طلاب شعبة اللغة الروسية، الذين أمضوا أكثر من ساعتين في أجواء وتاريخ مدينة (قازان) عاصمة (تتارستان) التي حضرت إحدى أهم الفرق الشعبية فيها، فأدهشت الحضور بعرضها الذي حلق بالحضور في أجواء (تتارستان) وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ، وعكست الفرقة الشعبية ملامح تشابه في الفنون الشعبية بين (تتارستان) الجمهورية الروسية وبين الكثير من الإيقاعات في السودان، خاصة في غرب البلاد حيث إيقاع (المردوم) في كردفان.
وقال رئيس الفرقة لـ(المجهر)، الذي يعمل أستاذاً بدرجة بروفيسور بجامعة (تتارستان) إن الفرقة (التتارية) تم تكوينها قبل (15) عاماً، وإنها قدمت عروضها في جولات شملت (40) دولة أفريقية وآسيوية أوروبية.
وشارك في الحفل الذي انتهت فعالياته بعد غروب الشمس، فنان آخر من روسيا قدم عدداً من الأغاني الروسية التي وجدت تجاوباً رائعاً من الحضور. فيما أعلنت نتائج المسابقات بين طلاب اللغة الروسية، إذ أحرز خمسة منهم جوائز قيمة من ضمنها منحهم زيارات مجانية تمتد إلى عدة أشهر إلى روسيا، يزورون خلالها عدداً من معالمها الثقافية والتاريخية والسياحية والسياسية، خاصة (الكرملين) مقر الحكم في روسيا، وهي كلمة روسية معناها القلعة أو الحصن، وتطلق اليوم على مركز “موسكو”موسكو القديم بمبانيه، وهو محاط بجدار ضخم طوله ميلان ونصف الميل، ويضم عدة قصور فاخرة كانت قديماً ملكاً لـ(القيصر) ورجاله.. ويقع (الكرملين) في موسكو على تل (بوروفيتسكي)، على الطرف الأيسر لنهر (موسكوفا)، حيث يصب نهر (نيغلينايا).