مظاليم يا "بدر الدين"!!
} إنهم أصحاب شركات ومتاجر ورجال أعمال شرفاء من بلادي، يقبعون في غياهب سجون الحكومة، تأكل قلوبهم الحسرة ويعتصرون الألم والحزن على وطن هبوا لخدمته ونذروا أنفسهم لرفعته وأنفقوا من مالهم الخاص لتنميته، والوطن يلفظهم و(يتنكر) لهم.. حدثنا التاريخ عن رجال خائنين تنكروا لأوطانهم ولكننا لم (نسمع) يوماً بوطن تنكر لمن خرجوا من رحمه.
} في السجون الآن مظاليم الحكومة من تجار ورجال أعمال شرفاء خدعتهم إعلانات الحكومة عن التنمية وصدقوا أقوال السياسيين، ولكنهم اليوم يحصدون ثمرة غفلتهم وصدقهم ووطنيتهم، منهم من مات في السجن بالحسرة والألم والشعور بالخذلان، ومنهم من ينتظر يقلب كفيه حسرة وألماً.. يمني نفسه بالخروج من غياهب السجون لنسمات الحرية والهواء العليل، ولكن كيف الخروج والمال شحيح والدولة تحصنت بسلطتها وقوتها لظلم المساكين والبسطاء؟!
} حينما جاء د.”عوض أحمد الجاز” لمنصب وزير المالية سعى بإخلاص وأخلاق وقيم لسداد الدين الداخلي وإطلاق سراح مظاليم الحكومة من السجون، ونجح في فك قيد أكثر من مائة تاجر كانوا نزلاء في سجن الهدى بأم درمان، وسجن الساير، وكوبر، والجريف.. وذهب “الجاز” وجاء “علي محمود” وغادر (بكسرته وهوت دوقه) وبيوتنا (الشينة) وبيوته (السمحة).. واليوم أصبح “بدر الدين محمود” أميناً على خزائن الأرض في دولة السودان، نقدم إليه قصة رجل سمع لحناً شجياً من حكومته فصدقها وأنفق من ماله ما يملك وزاد عليه (بالدين) من السوق، فأصبح مصيره (عراقي دمورية) وسجين له رقم بسجن ما، حتى يفتح الله لحكومة السودان بسداد ما في ذمتها من مال.. فكيف ينام أمين خزائن الأرض الجديد هانئاً يجوب دول العالم شرقها وغربها بحثاً عن القروض الحسنة والربوية وشبه الربوية، ومسؤولية تحليل الربا في بلادنا تقع على عاتق علماء يصدرون الفتاوى بطلب السلطان ورغباته.. ولكن وزير المالية الجديد أو القديم لن (يجرؤ) على زيارة أحد السجون التي تضيق بالمظاليم.
} سيدي وزير المالية، لنضرب لك مثالاً واحداً قصته ينفطر لها قلب الإنسان السوي إلا حكومتنا تصد عن أنين المحرومين، ولا تهتم كثيراً حتى حينما يبلغها الحراس في السجون عن صلاة المساجين في الربع الآخر من الليل ودعوتهم على الحكومة وهم مظلومون.. مثل “عصام الأمين يوسف” مدير شركة الجوهرة الذي يقف الآن على أبواب سجن كوبر ليبقى في السجن حتى السداد.. حاصره الدائنون في شركته وبيته ورفض الهروب من السودان.. وقرر مواجهة مصيره والحكومة في عنقها (7) مليارات جنيه سوداني عبارة عن مشروعات تنموية نفذتها شركته منذ الفترة الانتقالية، وافتتحت قيادات الحكومة من لدن نائب رئيس الجمهورية في تلودي مشروع كهرباء نفذته شركة الرجل بمبلغ (2) مليار جنيه، وجعلته الحكومة ضمن برنامجها الانتخابي لتفوز ليصوت الناس لمرشحي الوطني.. وحينما أعلنت القوات المسلحة تحرير مدينة أبو كرشولا وتعهدت الحكومة على لسان الرئيس “عمر البشير” بتعميرها وأعادت الحياة لها.. (دق) “عصام الأمين” صدره أمام والي جنوب كردفان “أحمد هارون” وقال له سيدي الوالي نحن أولاد السودان (أؤمرونا) بتأهيل شبكة كهرباء أبو كرشولا.. والجثث في الشوارع والكلاب الضالة تنهشها نفذت شركته تأهيل كهرباء أبو كرشولا بمبلغ (2) مليار جنيه، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم لم يسدد للشركات ثمن المحولات والأعمدة الخرصانية، وصدت عنه الحكومة وأوصدت أبوابها، وتبدل الوالي وجاء آخر، و”عصام” مهدد بمصادرة منزله وسيارته وفقدان كل شيء في حياته.. والحكومة في حالها تفرح وتغني ولا يحدثها ضميرها الغائب برد حقوق الآخرين لهم، وتشكو من ظلم المستكبرين والمتجبرين، فيكف يا سيدي وزير المالية “بدر الدين” لحكومتنا أن تنتصر في معاركها وهي ظالمة لشعبها؟!